عبد الحميد صيام
بعد مشاورات مغلقة مع أعضاء مجلس الأمن، التقى السيد ستيفان دي مستورا، المبعوث الخاص للأمين العام المكلف بالملف السوري، بالصحافة المعتمدة. وقال في بداية اللقاء “إن الفرصة للالتزام بالموعد الذي حدّده قرار مجلس الأمن 2254، وهو الأول من آب/أغسطس، لبدء العملية الانتقالية ما زال ممكناً، إذا وضعت كافة الأطراف ثقلها للتأثير على الطرفين الأساسيين، للعودة إلى طاولة المحادثات”.
وأكد أن العملية الإرهابية في مطار إسطنبول “تثبت أن الحرب على الإرهاب، وخاصة في سوريا، لا يمكن تأجيلها. لكن الانتصار على الإرهاب يتطلّب نجاح العملية السياسية في سوريا. بالنسبة للوضع الإنساني فقد استطاعت الأمم المتحدة أن تصل إلى 18 منطقة محاصرة وهذا تقدّم. صحيح لم نصل لكل المناطق، وصحيح لم نصل لكل فرد، لكن هناك إنجاز، لا أحد ينكر ذلك”.
أما عن العملية السياسية فقال دي مستورا “إن هناك شهراً واحداً للوصول إلى الموعد النهائي الذي حدّده مجلس الأمن لبدء العملية الانتقالية. وهذا ممكن إذا وضعت القوى الكبرى ثقلها في العملية. لكن كي نعقد اجتماعاً، أو جولة جديدة، يجب أن يكون هناك تقدّم مضمون. لا نريد أن نعقد الاجتماع لمجرد الاجتماع. ولكننا نريد أن نعقد اجتماعاً لننجز شيئاً محدداً. فللدخول في جولة ثالثة من المحادثات يجب أن نكون جاهزين ومستعدّين. يجب أن نعرف ماذا سيحدث من هنا ولغاية بداية الدورة القادمة للجمعية العامة في (أيلول) سبتمبر. تعرفون أن هذه السنة الأخيرة للأمين العام بان كي مون، وهي السنة الأخيرة للرئيس الأمريكي أوباما، وفي (أيلول) سبتمبر هناك اجتماع لمجموعة دول العشرين وسيعقد فيه آخر لقاء بين أوباما والرئيس الروسي بوتين. والنقطة الأساسية أنني لن أعلن عن موعد جديد لاستئناف المحادثات إلا بعد أن أتأكد أن المشاورات الحالية سينتج عنها فرصة حقيقية لدفع المحادثات إلى الأمام. ولكن دعني أقول إنني ملتزم بهدف استئناف المحادثات في شهر تموز/يوليو، على أن يكون هناك توافق نحو ماذا سيتم تحقيقه في الجولة القادمة من المحادثات”.
ورداً على سؤال حول موعد الأول من آب/ أغسطس، وفي ما إذا كان هذا الموعد واقعياً أم محض خيال، قال دي مستورا “الكلّ يجمع على أن المرحلة الانتقالية هي الأولوية. ونحن نتكلم الآن هناك جهود كبرى تبذل حالياً. وسأزور واشنطن غداً لنفس الموضوع، وهناك محادثات بين أعضاء مجلس الأمن. دعنا نعيد فتح الموضوع في آب/ أغسطس″.
وأضاف: “كما أن هناك قوى تؤثر على النظام السوري، هناك قوى أخرى تستطيع التأثير على أطراف المعارضة. وقد حدث ذلك عندما أعلنّا عن اتفاقية وقف الأعمال العدائية، والتي ظنّ البعض أن الاتفاق أمر مستحيل. لكن حدث الاتفاق عندما قام راعيا العملية، والمنسقان لمجموعة الدعم الدولية، واتّفقا على التوصل لاتفاقية وقف الأعمال العدائية. ما نريده الآن أن يأتي أصحاب المصالح والنفوذ، وعلى وجه السرعة للعمل على طريقة تضيق الخلافات بين الطرفين. هناك عمل صعب ومعقد ينتظرنا لكن إذا وضع الجميع جهودهم لإنجاح العملية فلا أستبعد أبداً أن نحقق إنجازات في المرحلة القصيرة المتبقية”.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان يهدد بالاستقالة إذا فشلت العملية، قال دي مستورا “الآن المطلوب هو إنجاح العملية. المطلوب الآن العمل مع كافة الأطراف بشعور من الاستعجال كي لا تنهار العملية السياسية برمتها”.
القدس العربي