الأثنين. نوفمبر 17th, 2025

منهل باريش

داهمت قوة تابعة لـ”جبهة النصرة” منزل والد قائد “جيش التحرير” في كفرنبل في ريف إدلب، وفتحت النار على المنزل قبل اقتحامه، بعد موعد الإفطار، ليل السبت، لتعتقل قائد “الجيش” محمد الأحمد الملقب بالغابي، مع أخويه علاء ووائل الذي جرح نتيجة اطلاق النار على المنزل لحظة إقتحامه.

وقامت “جبهة النصرة” في الوقت ذاته، بالهجوم على المكتب الإعلامي التابع لـ”جيش التحرير” في بلدة حزارين جنوبي كفرنبل، وكذلك بالهجوم على منزل نائب قائد الجيش أحمد الشمعة أبو راغد، في بلدة معرتحرمة، ونصبت الحواجز في المنطقة لتعتقل نحو أربعين مقاتلاً بينهم القائد الميداني في الجيش في ريف حماة الشمالي أويس الحمدو.

وفي تسجيل صوتي لقائد “سرايا الحق 314” رائد عليوي، نفى اشاعات تداولها نشطاء عن أن فصائل من “جيش التحرير” ومن بينها “سرايا الحق 314” كانت قد رفعت دعوى قضائية بحق الغابي. وأضاف عليوي، أنه كان مع وائل الغابي في كفرنبل قبل الإفطار عند والد الغابي.

قائد “الفرقة 312” في “جيش التحرير” النقيب فهد خطاب، قال في التسجيل الصوتي “نحن أبرياء براءة الذئب من دم يوسف، ولا علاقة لنا بما حدث، ومعظم فصائل الجيش قبضت رواتبها بعد الاجتماع”، وحذّر مما يشاع، فالهدف منه ايقاع فتنة بين فصائل “جيش التحرير”.

وكانت مسودة بيان انسحاب لثلاثة فصائل من “جيش التحرير”، هي “سرايا الحق 314″ و”الفرقة 312” و”الفرقة 46″، قد تسربت إلى مواقع التواصل الاجتماعي قبل أيام. إلا أن محاولات حل الخلاف الداخلي، كانت متواصلة حتى لحظة اعتقال الغابي وإخوته. وكانت محاولات الحل قد أسفرت عن حل أولي في ما يتعلق بالمشاكل المالية ورواتب عناصر الفصائل في “الجيش”.

وناشد “المجلس العسكري” في “جيش التحرير”، في بيان أصدره فجر الأحد، “إخوانه” في فصائل الثورة السورية، وخصّ بالذكر “حركة أحرار الشام” و”جيش النصر” و”أجناد الشام” و”فيلق الشام”، التدخل السريع لوقف إطلاق النار، وتشكيل هيئة شرعية مستقلة مدعومة من الفصائل المذكورة، ولها صلاحيات كاملة، لتقوم بالفصل في هذه القضية.

ودعا “المجلس العسكري” عناصره المتواجدين على جبهات المعارك ضد قوات النظام و”داعش”، إلى “ضبط النفس والبقاء في قطاعاتهم واستكمال المعارك”.

ويبلغ تعداد مقاتلي “جيش التحرير” قرابة 3500 مقاتل، ويعتبر فصيلاً أساسياً في “معركة اليرموك”، التي تجري حالياً في جبلي الأكراد والتركمان، في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي. ويشارك “جيش التحرير” بـ750 مقاتلاً، في “معركة اليرموك”، وقد قتل ستة منهم في جبل التركمان، السبت، في حين يتمركز أكثر من 450 مقاتلاً منه على جبهات مدينة حلب، و400 على الجبهات مع “داعش” بالقرب من أعزاز في ريف حلب الشمالي، هذا عدا عن سهل الغاب المعقل الرئيس لـ”جيش التحرير”.

وتشكل “جيش التحرير” من اندماج خمسة فصائل معارضة في شباط/فبراير 2016، وهي “جبهة شام” و”اللواء التاسع” و”الفرقة 46″ و”الفرقة 312″ و”سرايا الحق 314″، وجميعها من ريف حماة الشمالي ومنطقة الغاب.

وعلق “أمير قاطع حماة” السابق في “جبهة النصرة” الشيخ صالح الحموي، عبر تغريدات في “تويتر”، ليل السبت، على الاتفاق الروسي–الأميركي المزمع تنفيذه، واتهم في معرض حديثه “جبهة النصرة” بأنها “تنفذ المخطط المرسوم ضدها بحماقة وجهالة عجيبتين. ففي الوقت الذي تبحث فيه أميركا عن تهيئة رأي عام داخلي ضد النصرة تقوم النصرة باقتحام (الفرقة 13) واليوم (جيش التحرير) وتعتقل كل من له صلة بـ(الموك) ممن لا يدفعون لها أتاوة من الذخائر، وهذا ما تريده أميركا منها بالضبط”.

ويأتي هجوم “جبهة النصرة” على “جيش التحرير”، ليكون الاعتداء الخامس عشر على فصائل الجيش الحر المدعومة من غرفة الـ”موم”، التي تُشرف عليها 13 دولة من دول أصدقاء سوريا الداعمة للمعارضة عسكرياً. وكانت “النصرة” قد أنهت كلاً من “جبهة ثوار سوريا” و”حركة حزم” و”جبهة حق” و”ألوية الأنصار” وغيرها. وقامت “النصرة” قبل نحو ثلاثة شهور ونصف، بالهجوم على “الفرقة 13” في معرة النعمان في ريف إدلب، وقتلت 6 من مقاتليها وسلبت سلاحها.

في المقابل، ترتبط فصائل الجيش الحر مع “النصرة” بمصالح عسكرية، فـ”النصرة” هي الفصيل الأقوى والأكثر تنظيماً والقادر على تحقيق انجاز عسكري ضد النظام لحظة تدخله، وهو ما شهده ريف حلب الجنوبي وريف اللاذقية الشمالي.

من جهتها، تحارب “جبهة النصرة” أغلب فصائل الجيش الحر في الشمال، وتتخوف من أن “الفصائل المعتدلة” ستكون القوة التي ستنهي وجودها في الشمال. وتخشى “النصرة” من دور قوي لفصائل الحر، خصوصاً وأنها تدرك أن “حركة احرار الشام” لن تدخل في حرب ضدها، وأن الحركة ستخسر مقاتليها لو فعلت، وهو الامر الذي أشار له زعيم “النصرة” أبو محمد الجولاني سابقاً، بأن أغلب مقاتلي الفصائل سيعتزلون قتال “النصرة”. وبالفعل فإن مقاتلي الفصائل يخشون قتال “النصرة” في حين يُحلل شرعيو “النصرة” دم من يشاؤون من الفصائل، تارة لأنهم “لا يريدون تحكيم شرع الله”، وتارة أخرى لأنهم “عملاء لأميركا والغرب الكافر”.

 

المدن

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *