الأثنين. نوفمبر 17th, 2025

اتفق المشاركون في اجتماع وزراء دفاع وخارجية الدول المنضوية في التحالف الدولي، الذي اختتم أعماله في قاعدة أندروز في واشنطن الخميس، على “اتباع نهج متكامل وشامل” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق وسوريا، بهدف التأكد من أن الانتصارات العسكرية ضد التنظيم ستؤدي إلى هزيمته “دون رجعة”.

وأشار البيان الختامي إلى أن هذا النهج الشامل يتضمّن “تدريب ومساعدة القوات العراقية وقوات المعارضة المعتدلة السورية”، إلى جانب السعي للحدّ من “تأثير العمليات العسكرية” على المدنيين في المناطق الخاصعة لسيطرة “داعش”.

وركز البيان على وجوب أن تكون قوات الحشد الشعبي والمجموعات المسلحة في العراق “تحت السيطرة الحازمة للحكومة العراقية”، وجدّد دعمه قرارات مجلس الأمن الدولي رقم 2178 و 2199 و 2253، بالإضافة إلى قرارات المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب ومجموعة العمل المالي، التي تهدف الى منع “داعش” والمقاتلين الأجانب من الحصول على التمويل والسفر والاتجار بالبشر والتجارة الأخرى غير المشروعة.

وأكد البيان أيضاً وقوف قوات التحالف الدولي إلى جانب الشعب السوري ودعمه لعملية الانتقال السياسي على أساس بيان جنيف لعام 2012، وبنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، والتي تهدف إلى إنشاء حكومة شاملة وتعددية وغير طائفية وتمثل إرادة جميع السوريين.

كذلك تطرّق البيان إلى الشأن الليبي، واستعداد التحالف لمساعدة حكومة الوفاق الوطني ودعم جهودها لتوحيد القوة الأمنية والعسكرية تحت قيادته من أجل هزيمة “داعش”.

وعلى مدى يومين من النقاشات، ركّز الاجتماع على استعدادت “التحالف” لمعركتي الموصل والرقة، معقلي تنظيم “داعش” في العراق وسوريا. وأعلن ممثل الولايات المتحدة في التحالف بريت ماكغورك، أمام نحو 40 وزير خارجية ودفاع أن “تحرير الموصل أصبح في الأفق”، وقال إن العملية ستقودها القوات العراقية بدعم من قوات “البيشمركة” الكردية.

وكشف ماكغورك، وهو المبعوث الرئاسي الأميركي لدى التحالف، أن العمليات العسكرية ضد التنظيم تمكنت حتى الآن من استعادة 50 في المئة من الأراضي التي سيطر عليها “داعش” في العراق، مقابل 20 في المئة في سوريا. واعترف بصعوبة معركة الموصل بقوله إنها ستكون “الأكثر تعقيداً” في العمليات التي خاضتها القوات العراقية حتى الآن. والمدينة تضمّ حوالى مليوني نسمة.

من جهته، أبدى وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر قلقه على الوضع السياسي داخل المدينة ما بعد تحريرها من “داعش”، مشدداً على ضرورة تحقيق الاستقرار السياسي في العراق بموازاة التقدّم العسكري، وعلى أن يرسم المشهد السياسي المستقبلي في الموصل بتوافق بين الحكومة العراقية في بغداد وحكومة إقليم كردستان.

وكان كارتر قد صرّح، في ختام اجتماع وزراء دفاع دول التحالف، في وقت سابق الأربعاء، أنه تم تنسيق “الخطوات التالية التي سنتخذها في إطار حملة التحالف”، رافضاً الكشف عن ماهيتها، لكنه أضاف “أود القول بوضوح إنها ستؤدي إلى فقدان داعش سيطرته على مدينتي الموصل والرقة”.

أما بالنسبة للعلاقة مع روسيا بما يخصّ الوضع في سوريا، فأكد كارتر أن الولايات المتحدة مستعدة للتعامل مع روسيا “في مجالات تطابق مصالح الدولتين فيها”.

وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، توقع من جهته، “بداية عزل” الموصل خلال الأشهر المقبلة، فيما نقلت وكالة “فرانس برس” عن “مسؤول رفيع” في التحالف، استبعاده القضاء التام على سيطرة التنظيم في العراق وسوريا، قبل سنة أو سنة ونصف السنة.

وإلى جانب استعدادات معركتي الموصل والرقة، أبدى المشاركون قلقاً من تصاعد الهجمات في مناطق متفرّقة من العالم، يتبناها التنظيم، أو التي تبدو مستوحاة من فكره المتطرّف الذي ينتشر في جميع أنحاء العالم عن طريق الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي. وقال وزير الخارجية الأميركية جون كيري إن الاجتماع تطرّق إلى خطورة تحوّل تنظيم “داعش” من “دولة وهمية” إلى “شبكة عالمية للإرهاب”، تهدف إلى قتل أكبر عدد من الأبرياء.

ودعا كيري بلدان التحالف إلى تسريع تبادل المعلومات حول المشتبه في صلاتهم بالإرهاب، معتبراً أنه “يجب أن يتمكن حرس الحدود في جنوب أوروبا من الاطلاع على المعلومات ذاتها التي بحوزة رجل الأمن في مطار مانيلا أو مكتب التحقيقات الفدرالي في بوسطن”.

ولفت كيري إلى أن الحرب الدعائية ضد التنظيم، التي تتولاها بريطانيا والإمارات العربية المتحدة على شبكات التواصل الاجتماعي، والانترنت، “بدأت تؤتي ثمارها”، مشيراً إلى أنه “أصبح هناك الآن محتوى أكثر على الإنترنت ضد أفكار التنظيم من المواضيع المؤيدة لهم” .

المدن

 

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *