ينظم شرعيون كبار من «جبهة النصرة» جولات ميدانية في مناطق سيطرة الجبهة لإقناع جنود الجبهة بفك الارتباط مع تنظيم «القاعدة» الذي يتزعمه أيمن الظواهري.
وقال مصدر خاص مقرب من «جبهة النصرة» أن «نقاشات واسعة ومستمرة تجري في أوساط الجبهة التي تمثل تنظيم القاعدة في سوريا على مختلف المستويات بين القيادات والكوادر والجنود بعد أن تناولت وسائل إعلام معلومات عن عزم قيادة الجبهة فك الارتباط بتنظيم القاعدة».
وأكد المصدر، أن قيادات الجبهة لا زالت تواجه «صعوبات كبيرة في إقناع الجنود الذين يرغبون بالبقاء ضمن تنظيم القاعدة لأمور تتعلق بجوانب شرعية في قتالهم قوات النظام إضافة إلى فقدانهم المظلة الشرعية التي غطت انشقاقهم عن تنظيم الدولة».
وأضاف المصدر «أن شرعيين كبارا في «جبهة النصرة» يقومون بجولات على المضافات ومقار النصرة والمعسكرات في محاولة لشرعنة الأمر وتوضيح وجوبه الشرعي فضلاً عن جوازه، إلا أن هذا السعي لا يزال متعثرا، ومن المتوقع أن تحصل معارضة للقرار حال صدوره».
وتحدث المصدر عن معلومات قال إنها توفرت لديه من خلال علاقاته بجنود «النصرة» في مختلف مناطق سوريا تؤكد على «رفض قواطع بأكملها فك الارتباط، وتراه انحرافا وليس ضرورة مرحلة وجاء نتيجة الضغط الداخلي من قبل الفصائل والخارجي بالقصف على المناطق التي تشارك النصرة السيطرة فيها».
وكشف أن السعي لفك الارتباط ليس جديدا بل الأمور بدأت تأخذ مجراها منذ ستة أشهر، وقد قطعت أشواطا كبيرة، وهذا تم بضغط «من قيادات أحرار الشام بالذات على قيادات في النصرة كانت قد اتخذت قرار شبه اعتزال، وبدأت تنسق مع أحرار الشام منها العرجاني الكويتي وأبو ماريا القحطاني»، حسب المصدر.
وتوقع المصدر تغيير اسم «جبهة النصرة» في حال اتخذت قرار فك الارتباط، ومن بين الأسماء المتداولة جبهة فتح الشام، أو تكون جبهة واسعة تضم جناحا عسكريا باسم جيش الفاتحين، وتشكيل جناح عسكري ربما يعني وجود جناح سياسي وهذا ما لا يستطيع أحد الجزم به حتى اللحظة»، على حد قول المصدر
ونفى المصدر أن تكون هناك قيادات عسكرية داخل النصرة قادرة على تغيير الوضع في حال تم إعلان فك الارتباط حيث فقد تيار المعارضة لفك الارتباط «القيادي العسكري أبو عمر سراقب أحد كبار قادة النصرة العسكريين، وقائد تيار معارض لفكرة خلع بيعة زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري حيث تم اعتقاله قبل مدة بتهمة التحضير للانشقاق ووضع بالسجن بعد عزله من منصبه».
وشكلت «جبهة النصرة» سابقاً تشكيلا تابعا لها يحمل اسم «جيش النصرة» ليكون بمثابة قوة داخلية خاصة مكلفة بمهمة «الحفاظ على وحدة الجبهة ومنع الانشقاقات عنها واعتقال القيادات والكوادر التي تعترض وتصر على موقفها الرافض لفك ارتباط الجبهة بتنظيم القاعدة»، حسب المصدر نفسه، الذي أكد على «وعود تلقتها قيادات الجبهة برفع اسمها من لائحة التنظيمات الإرهابية بعد إعلانها فك الارتباط والتحاقها بركب مشروع الثورة».
القدس العربي