نشرت “مؤسسة المنارة البيضاء” التابعة لـ”جبهة النصرة”، الخميس، كلمة صوتية لنائب زعيم تنظيم “القاعدة” أحمد حسن أبو الخير، أوصى فيها بفك ارتباط “جبهة النصرة” بـ”تنظيم القاعدة”. وهو الموضوع الذي كان قد حظي بنقاش واسع، خلال الأسبوع الماضي، بين شيوخ ونشطاء السلفية الجهادية، في ظلّ التوافق الروسي-الأميركي على استهداف “جبهة النصرة” في سوريا.
وقال أبو الخير، في الكلمة الصوتية: “بعد دراستنا لوضع الساحة الشامية من كلا الجانبين، العسكري والسياسي، وما فيه من تحديات وصعوبات، يرافق كل ذلك معاناة وقسوة يعيشها أهل الشام، قتلاً وقصفاً وتشريداً”، فقد “استقر لدينا مع هذه الرؤية، أن نعمل على الحفاظ على كل الأسباب الممكنة للحفاظ على الجهاد الشامي راشداً قوياً، ونبعد عنه كل الذرائع الواهية التي يضعها عدونا لفصل المجاهدين عن حاضنتهم من أهل السنّة”. ويشير أبو الخير في ما سبق، إلى المطلب الروسي بفصل فصائل المعارضة السورية المسلحة عن “جبهة النصرة” كذريعة لوقف استهداف الجميع.
الصورة الأولى لأمير جبهة النصرة أبومحمد الجولاني بحسب ما يقول نشطاء وأنصار التنظيم على “تويتر”
وأحمد حسن أبو الخير، هو عبد الله محمد رجب عبد الرحمن، مصري الجنسية، من مواليد محافظة الشرقية، وعُرف بين قيادات جماعة “الجهاد” المصرية في التسعينيات بلقب “إبراهيم سياسة”. وكان قد حوكم غيابياً أمام محكمة الجنايات العسكرية في مصر، في العام 1998 في قضية عُرفت باسم “العائدون من ألبانيا”، التي صدر عنها حكم غيابي بالإعدام على تسعة أعضاء من “الجهاد” منهم أبو الخير وأيمن الظواهري.
ويتابع أبو الخير، بالقول: “فقد أصبح لإخواننا المجاهدين على أرض الشام قوة لا يُستهان بها، وحُسن إدارة للمناطق المُحررة، من محاكم شرعية تحكم بشرع الله، وهيئات خدمية تقوم على شؤون الناس ورعايتهم، ويوازي ذلك جيل جديد تربى على فقه العزة والجهاد سبيلاً لصيانة دينه وحرمات أمته، وإن المرحلة التي وصلت الأمة إليها من انتشار الجهاد ودخوله المجتمع المسلم وانتقاله من مفهوم جهاد نخبة إلى جهاد أمة لا ينبغي أن يُقاد بعقلية الجماعة أو التنظيم، بل يجب أن تكون التنظيمات والجماعات دائرة جمع وحشد، لا تفريق ومنابذة، وتكون تلك الجهود منطلقاً لمرحلة متقدمة، تُنشئُ لأهل السنّة كياناً يُمثّل مطالبهم ويطلب حقوقهم”.
ويصل نائب زعيم “القاعدة” إلى الخلاصة التالية: “وأمام ما تقدم، وانطلاقاً من مسؤوليتي، فإننا نوجه قيادة (جبهة النصرة) إلى المُضي قدما بما يحفظ مصلحة الإسلام والمسلمين، ويحمي جهاد أهل الشام. ونحثهم على اتخاذ الخطوات المناسبة تجاه هذا الأمر، وهذه خطوة منا ودعوة لكل الفصائل المجاهدة على أرض الشام أن اجتمعوا على ما يرضي الله، وتطاوعوا فيما بينكم وتعاهدوا على الولاء لأهل الإيمان، والبراء من أهل الظلم والكفران”.
وتعتبر هذه خطوة جريئة من قبل تنظيم “القاعدة” في ضوء المخاطر التي قد تتعرض لها “جبهة النصرة” في حال فك ارتباطهما، وهو الأمر الذي تعرض لانتقاد شديد من قبل صقور السلفية الجهادية، ما تسبب في تأجيل موعد إعلان القرار لأكثر من أسبوع، كما سبق وأشارت “المدن”.
ويتابع أبو الخير: “كونوا صفاً واحداً يحمي أهلنا، ويدافع عن أرضنا، وأقروا أعيننا على إقامة حكومة إسلامية راشدة، ترد الحقوق وتبسط العدل بين المسلمين، وإننا بإذن الله سنكون أول من يؤيدها وينصرها”.
الكلمة الصوتية اقتبست مقتطفاً بصوت زعيم “القاعدة” أيمن الظواهري، يقول فيه: “أخوّة الإسلام التي بيننا هي أقوى من كل الروابط التنظيمية الزائلة المتحولة، وإن وحدتكم واتحادكم وتآلفكم أهم وأعز وأغلى عندنا من أي رابطة تنظيمية. فوحدتكم واتحادكم ووحدة صفكم تعلوا فوق الانتماء التنظيمي والعصبية الحزبية”.
الظواهري ذهب بعيداً في التشجيع على فك الارتباط، بالقول: “بل يُضحى بلا تردد بتلك الروابط التنظيمية الحزبية، إذا تعارضت مع تآلفكم ووحدتكم واصطفافكم في صف واحد كالبنيان المرصوص، في مواجهة عدوكم العلماني الطائفي الذي تدعمه القوى العلمانية الرافضية الصفوية روسيا والصين وتتواطؤ معه الحملة الصليبية المعاصرة”.
وكانت “المدن” قد أشارت سابقاً، إلى إمكانية حدوث فك الارتباط بين الطرفين، بعدما غرّد الناطق باسم “النصرة” أبو عمار الشامي، في “تويتر” في رسالة إلى الولايات المتحدة، بالقول: “إننا في الشام، اليوم، في حاجة ماسة لمن ينصرنا وينفر إلينا، لا أن نرسل الشباب إلى ما وراء البحار ليقاتلوا عدواً يقاتلنا اليوم بنفسه وبأدواته”. وأضاف الشامي أن “النصرة” أمام مصلحة الحفاظ على الجهاد الشامي قائماً قوياً، “تنزوي وتغيب كافة المصالح المرجوحة الأخرى من استهداف الغرب وأميركا”.
المدن
