باسم دباغ
باستثناء مباركة الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لعملية درع الفرات، لم يزر أي من أعضاء الائتلاف أو هيئة المفاوضات أو حتى أي معارض سياسي سوري منطقة جرابلس بعد تحريرها، حتى ولو لساعات لإلقاء النظر ولإيصال رسائل سياسية، وذلك في الوقت الذي تتولى فيه منظمات إغاثية تركية عمليات الدعم للمدنيين، وسط جهود تركية للعمل على بناء إدارة مدينة، لا يبدو بأن للائتلاف المعارض دوراً كبيراً فيها.
يغفل المحللون وبشكل كبير تأثير درع الفرات وصعود “الجيش السوري الحر” على خيارات حركة أحرار الشام المكونة أساساً من عدد من تيارات متفرقة، التي يبدو بأنها باتت تقف أمام مفترق طرق. وفي الوقت الذي تتداول فيه أحاديث غير مؤكدة عن رغبة تركية بنقل الحكومة المعارضة المؤقتة إلى جرابلس وضم أحرار الشام إلى فصائل المعارضة (المصنفة معتدلة من قبل بعض القوى الخارجية) في إطار وزارة الدفاع التابعة للحكومة السورية المؤقتة (التابعة للمعارضة)، تستمر المشاورات بين أحرار الشام وفتح الشام وباقي فصائل السلفية الجهادية للاتحاد في كيان واحد يبدو أقرب للإمارة في حلب وإدلب، خوفاً من اتفاق أميركي روسي وشيك. إن تأثيرات درع الفرات لم تظهر بعد على المستوى السوري كما يجب، لكن يبدو بأن المستقبل القريب سيحمل الكثير من التغيّرات على مستوى الخارطة السورية، الأمر الذي سيعتمد بشكل أساسي على السياسة التي ستتبعها أنقرة بعد التشاور مع الحلفاء.