الرقة بوست – خاص
إثر الرغبة المحمومة التي أبدتها تركيا بتوسيع عمليات درع الفرات باتجاه مدينة الباب، ثم تطلعاتها للمشاركة في معركة تحرير الرقة، وذلك على خلفية دخولها إلى مدينة جرابلس، وهو ما أشار إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في طلبه أن تكون مدينة منبج قاعدة لانطلاق القوات العسكرية باتجاه مدينتي الباب والرقة، وسط تكهنات حول الثمن السياسي للمشاركة في معركة تحرير الرقة، بما تحمله من رمزية، في حين تريد تركيا إقصاء ميليشيات البيدا عن المشاركة في تحرير هذه المناطق من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”، باعتبارها تصنف البيدا كمنظمة إرهابية، وهي تكرس عملها باتجاه إبعاد هذا التنظيم عن حدودها، وحصرها في مناطق شرق سورية. إلا أن ضغطاً أمريكياً بدأ بدراسة خطة عسكرية في مجلس الأمن القومي الأمريكي، تعتمد بموجبها تسليح ميليشيات البيدا بشكل مباشر، الأمر الذي بدأ بإرسال طائرتين عسكريتين إلى قاعدة خراب عشك في شمال الرقة.
إلا أن الولايات المتحدة لاتبدِ أية بوادر بأن تقبل من تركيا أن تفرض شروطها. في معلومات خاصة حصلت عليها الرقة بوست من مصادر خاصة من قوات سورية الديمقراطية، بأن الولايات المتحدة بدأت بتسليم أسلحة للفصائل العسكرية (العربية) المنضوية في مجلس منبج العسكري، وأبدت رغبة بأن تشكل غرفة عمليات لا تكون البيدا جزء منها؛ لمنع إثارة الحساسية التركية، على أن تتجه إلى مدينة الباب في ريف حلب ، معقل التنظيم الأخير في الريف الشمالي لحلب .
على عكس ماجرت الأمور تبدو الرغبة بالتقدم والإسراع في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية داعش، أصبحت أولوية أمريكية مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، يقابله تعنت تركي في فرض الشروط التركية قبل الدخول بأي معركة قادمة.