الثلاثاء. نوفمبر 11th, 2025

 

أعلنت القوات التركية، السبت، مقتل جندي جديد وإصابة 3 آخرين، في هجوم استهدف مواقعها، إثر تقدمها المستمر تجاه مدينة الباب السورية، من دون الإشارة إلى مصدر الهجوم. وتوجهت الاتهامات مؤخراً لمليشيات النظام في الوقوف وراء الهجمات المتكررة على الجيش التركي، داخل سوريا، عبر القصف الجوي أو المدفعي. وشكّل تصعيد مليشيات النظام تجاه عملية “درع الفرات” في الأيام الثلاثة الماضية، تطوراً خطيراً في منحى الأحداث الدائرة في الشمال السوري، وتصعيداً ينذر بالأسوأ، خصوصاً أن طائرات يعتقد أنها تابعة للنظام استهدفت بشكل متكرر مواقع قوات الجيش التركي والجيش الحر شمالي مدينة الباب، وتسببت في مقتل ثلاثة جنود أتراك وإصابة سبعة آخرين، فضلا عن سقوط عدد من عناصر الجيش الحر.أنقرة اتهمت النظام بقصف مواقعها، وهددت بالرد على ذلك، واعتبرت القصف لمواقع جنودها تطوراً لن تبقى صامتة ازاءه، خصوصاً أنها بدأت تهيئة الرأي العام التركي من خلال نشر منشورات تحمل صور جنودها القتلى مرفقة بصور قتلى مدنيين من حلب قتلهم طيران النظام. المنشورات تضمنت عبارة: “قاتل شهدائنا ذاته قاتل أطفال حلب”.ودفع ذلك رئيس وزراء تركيا بن علي يلدريم، إلى تحذير كافة القوى من مغبة استهداف القوات التركية الموجودة داخل سوريا، مؤكداً استمرار العمل العسكري ضمن “درع الفرات” ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” و”قوات سوريا الديموقراطية” التي تشكل “وحدات حماية الشعب” الكردية عمودها الفقري.وعلى الأرض، ترجمت تركيا تحذيراتها من خلال تحليق جوي مكثف وقصف عنيف على مواقع تنظيم “الدولة” في مدينتي الباب وقباسين، وكذلك على مواقع “قسد” قرب بلدة قباسين والعريمة، موقعة قتلى وجرحى بصفوفهم.كما دفعت تركيا بتعزيزات نوعية تجاه سوريا، وأفادت مصادر عن وصول طائرات إلى مطار غازي عنتاب، تحمل قوات وعتاد دفاع جوي، بغرض إدخالها إلى سوريا. كما دفعت تركيا بدبابات حديثة تشارك لأول مرة في المعارك، إلى الشمال السوري، بهدف السيطرة على مدينة الباب ومحيطها.تبدو قوات “درع الفرات” من الجيش الحر و”القوات الخاصة” التركية مصممة بشدة على السيطرة على مدينة الباب، والتي تُشكّلُ عمقاً استراتيجياً يضرب مصالح النظام و”قسد” و”داعش” المتقاطعة. ويسعى النظام لتوسيع رقعة سيطرته وإبعاد مقاتلي الجيش الحر عن مدينة حلب ومطار كويرس. وتشكل مدينة الباب منطلقاً هاماً للجيش الحر باتجاههما. بينما تنهي سيطرة المعارضة على الباب أحلام حزب “الاتحاد الديموقراطي” الكردي في وصل مناطق سيطرته في كانتوني عفرين وكوباني، وإعلان الفيدرالية شمالي سوريا.وسيطرت قوات الجيش الحر، الجمعة، على قريتي العجمي ودويرى، وقطعت بذلك الطريق الدولي منبج-الباب، بعد عملية التفاف على بلدة قباسين من الجهة الشرقية شرقي الباب، بهدف منع “قسد” من الوصول إليها، وكذلك بغرض حصار قباسين، كون التنظيم لا يزال يبسط سيطرته عليها، والتقدم منها نحو الباب.
رئيس “المكتب السياسي” في “لواء المعتصم” مصطفى سيجري، قال لـ”المدن”، إن “درع الفرات” جاءت لكسر الإرادة الدولية بتقسيم سوريا، و”نظام الأسد أجبن من أن يستطيع اطلاق طلقة على الجنود الأتراك والجيش الحر لولا الضوء الأخضر من روسيا”. وتوقع تصعيداً قادماً، خصوصاً أن “درع الفرات” بلا أي حليف دولي أو إقليمي، وإنما هي نتاج عملية تشارك للمصالح بين الجيش الحر وتركيا.وأكد سيجري أن مقاتلي الجيش الحر بدعم تركي، مستمرون في التقدم في المناطق الخاضعة لسيطرة “داعش” و”قسد” على حد سواء، وعزا التطورات المستقبلية إلى توافق دولي إقليمي، بعد تصعيد النظام الأخير، معتبراً أن المعني به هو تركيا كونه استهدافاً مباشراً لقواتها.ومع استمرار تعثر الجيش الحر في اقتحام بلدة قباسين، قالت مصادر من داخل البلدة لـ”المدن” أن “داعش” يملك انفاقاً تحت الأرض في قباسين تصلها بمدينة الباب، ما يفسر سرعة مناوراته وقدوم التعزيزات، من دون تمكن الجيش الحر من استهدافها. كما أوضحت المصادر أن التنظيم يعتمد على التسلل و”الهجوم الانغماسي”، ما أجبر مقاتلي الجيش الحر على الانسحاب ثلاث مرات من البلدة بعد سيطرتهم عليها.وتحاول قوات الجيش الحر والقوات التركية عزل مدينة الباب عن محيطها، وعن القوات المتربصة بها كـ”قسد” ومليشيات النظام، بغرض محاصرتها ثم الهجوم عليها بمساعدة التغطية الجوية والمدفعية التركية.الإعلام الرسمي للنظام لم يصدر عنه أي رد فعل أو اعتراف بقصف مواقع الجيش التركي، بينما نشر موالون، بينهم مراسل “قناة العالم” الإيرانية، مقاطع مصورة، قيل إنها قرب مدينة الباب بعد سيطرة مليشيات النظام على قرى في تلك المنطقة بالتعاون مع القوات الرديفة، في اشارة إلى “قسد”.وتأتي التحركات العسكرية الجديدة لمليشيات النظام ضمن الضغط العسكري على قوات “درع الفرات” خاصة بعد رفع الولايات المتحدة الأميركية دعمها لتركيا في عملية مدينة الباب. وتدور أحاديث عن انشاء تحالف عربي-كردي، من “قوات سوريا الديموقراطية” ومليشيات النظام، بهدف قتال القوات التركية والفصائل المدعومة منها، والمنضوية في “درع الفرات”. وهو ما نشره إعلاميون محسوبون على “الاتحاد الديموقراطي” الفرع السوري لحزب “العمال الكردستاني”.ويزيد من احتمال انشاء هذا الحلف، البيان الرسمي لـ”وحدات حماية الشعب” الكردية، حول استعدادها لمؤازرة “مجلس منبج العسكري” للتصدي للهجمات التركية، ما يؤكد أيضاً عدم مغادرة “الوحدات” مدينة منبج، رغم كل التصريحات السابقة عنها.
عن صحيفة المدن

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *