بعد أن أكدت أنقرة الأربعاء توصلها مع موسكو لاتفاقيتين لوقف النار والحل السياسي في سوريا، لم يعلق الكرملين مكتفياً بالقول إنه “ليست لديه معلومات كافية”، ما زاد الغموض حول هذا الاتفاق “المبهم”.

وأتى امتناع أي طرف معني بهذا الاتفاق، عن الإعلان عن دخوله حيز التنفيذ لا سيما لجهود وقف إطلاق النار (الذي حدد منتصف ليل الأربعاء) ليزيد الطين بلة.

وكان مسؤول بالمعارضة السورية قد أفاد أن المباحثات مستمرة مع تركيا بشأن “مقترح لوقف إطلاق النار” مع روسيا. وأشار إلى أنه من السابق لأوانه الحديث عن فرص لنجاح تلك المحادثات.

عراقيل جمة أمام وقف إطلاق النار

ويبدو أن عراقيل جمة حول اتفاق وقف إطلاق النار تم تجاوزها، لكن الاتفاق لم يفلح حتى الآن على ما يبدو. إذ كشف المسؤول الذي شارك في الاجتماعات الأخيرة، لكنه رفض الكشف عن اسمه أن الصيغة التي طلبتها الفصائل المسلحة هي أن يكون أي وقف لإطلاق النار شاملاً ولا يستثني أي منطقة، موضحاً بأن فصائل المعارضة المسلحة رفضت طلباً روسياً بأن يتم استثناء الغوطة الشرقية من الاتفاق، بحسب ما أوردت وكالة رويترز.

وطالبت الفصائل وفقا للمصدر بمشاركة الهيئة العليا للمفاوضات في أي مباحثات تهدف للتوصل إلى اتفاق جديد موسع.

في حين أشارت معلومات أخرى، أن من بين العراقيل أيضاَ، بعض التعديلات التي نقلها الجانب الروسي من دمشق وطهران، وشملت نقاطاً لنزع “أي شرعية” عن فصائل المعارضة، بينها إزالة كلمة “منتخبة” لدى الحديث عن المجالس المحلية في مناطق المعارضة، ومنع تبادل البضائع والشحن، والاقتصار على تقديم المساعدات الإنسانية، إضافة إلى وصف الفصائل الموقّعة على الاتفاق بأنها “مجموعات مسلحة” وليست “فصائل معارضة”، الأمر الذي ردّت عليه الفصائل بتسمية نفسها بأنها “مقاومة”.

كما تمسكت دمشق وطهران، بحسب ما نقلت صحيفة “الحياة” اليوم الخميس، برفض الاعتراف بفصيلي أحرار الشام وجيش الإسلام واعتبارهما تنظيمين “إرهابيين”، الأمر الذي لم توافق عليه موسكو، في تغيير كبير لموقفها السابق.

الجماعات الكردية السورية

وفي وقت تسعى فيه روسيا وتركيا لإحياء دبلوماسية السلام في سوريا، توقع مسؤولون أكراد أن توافق الجماعات الكردية السورية وحلفاؤها على خطة مفصلة لإقامة نظام حكم اتحادي في شمال سوريا ليجددوا التأكيد على خططهم للحكم الذاتي.

وذكر مسؤولون أكراد أنه من المتوقع أن توافق الجماعات الكردية السورية وحلفاؤها على خطة مفصلة لإقامة نظام حكم اتحادي شمال سوريا. وأضافوا أن الخطة ترقى إلى مستوى دستور وتعرف باسم العقد الاجتماعي، وتوقعوا أن يقر القادة الأكراد الخطة في اجتماعهم بمدينة رميلان المنعقد هذه الأيام بعد أن تمت مناقشة محتواها مع كل الجماعات والأطراف السياسية الكردية مراراً.

مسودة الاتفاق

وبالعودة إلى الاتفاق التركي الروسي، حصلت قناة العربية على مسودة بنود هذا الاتفاق لوقف إطلاق النار في سوريا، وينص على ما يلي:

-وقف إطلاق النار في كافة الأراضي السورية، باستثناء المقرات العسكرية لتنظيم داعش في المناطق التي يسيطر عليها.

-تضمن تركيا التزام المعارضة بالاتفاق ووقف كامل أنواع القصف، في حين تضمن روسيا التزام النظام وحلفائه في المناطق الخاضعة لسيطرتهم بوقف كامل أنواع القصف الجوي والمدفعي.

– تضمن الأطراف الدولية الضامنة للاتفاق (تركيا وروسيا) عدم محاولة طرفي النزاع الاستيلاء على مناطق جديدة.

– اقتراح آلية مناسبة لمراقبة وقف إطلاق النار استنادا لمعايير الأمم المتحدة.

– إطلاق مفاوضات للوصول إلى حل سياسي خلال شهر من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

– إدخال المساعدات إلى جميع المناطق المحاصرة وفق خطة تضمنها تركيا و روسيا.