Views: 107 “تقرير لوشنطن بوست”: الميليشيات الكردية في شمال سوريا تستخدم المساعدات الامريكية لنشر ايديولوجيا اوجلان قبل التدريب العسكري – الرقة بوست-Raqqa Post

“تقرير لوشنطن بوست”: الميليشيات الكردية في شمال سوريا تستخدم المساعدات الامريكية لنشر ايديولوجيا اوجلان قبل التدريب العسكري

قسم الترجمة – الرقة بوست ـ خاص

واشنطن بوست: تل أبيض- سورية

داخل غرف صفية، ضمن ما كان سابقاً مبنى لمدرسة ثانوية في هذه البلدة بشمال شرق سورية، يقوم معلمون أكراد بإعداد ما يقارب 250 مجند عربي لصالح الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة على الدولة الإسلامية، وبعدها سيتلقى هؤلاء تدريباً عسكرياً من جنود أمريكيين.

(المجندون العرب في حفل تخرج بعد إتمام تدرب عسكري قدمته قوة خاصة أمريكية في ريف محافظة حلب السورية).(الصورة من أليس مارتينز-واشنطن بوست)

ينتمي معظم هؤلاء المجندين إلى القرى المحيطة بما يُزعم أنها عاصمة الدولة الإسلامية: الرقة، ويُتوقَّع أن يُرسل هؤلاء المجندين إلى ميدان المعركة على هذه المدينة ذات الغالبية العربية، والتي تشكِّل اليوم هدفاً رئيساً للمجهود العسكري الأمريكي في سورية.
يقول المعلمون الأكراد، لكن يجب على هؤلاء المجندين العرب أن يتعلموا ويعتنقوا أولاً أيديولوجيا عبدالله أوجلان، وهو قائد كردي مسجون في تركيا صنفت واشنطن وأنقرة جماعته منظمةً إرهابيةً.
يحتوي المشهد داخل الغرف الصفية هذه بعضاً من تعقّد الحرب التي تدعمها الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية في سورية، حيث أصبحت حركة كردية تعتنق أيديولوجيا مختلفة عن السياسة الأمريكية المُقرة الحليف الأقرب في مواجهة المتطرفين.
وحدات حماية الشعب، أو ي بي جي، هي الجناح العسكري للحركة السياسية التي تحكم شمال شرق سورية طوال السنوات الأربع ونصف الماضية ساعية إلى تطبيق رؤى أوجلان المستمدة من الماركسية على المناطق ذات الغالبية الكردية التي أخلتها الحكومة السورية أثناء الحرب.
وخلال العامين الأخيرين، صاغت وحدات حماية الشعب علاقات وثيقة مع الولايات المتحدة، مستولية بصورة منتظمة على أراض من الدولة الإسلامية بمساعدة غارات جوية من الولايات المتحدة وعون عسكري وخبرة مئات المستشارين العسكريين الأمريكيين.

– الزهري: نظام الأسد – الأصفر: مجموعات كردية – الأزرق: متمردون سنيون – رمادي: الدولة الإسلامية

لقد أخذت الانتصاراتُ المقاتلين الأكراد بعيداً خارج مناطق كردية تقليدياً، نحو أراض مأهولة بأغلبية عربية ساحقة، مهددة لا باستثارة عداوات عرقيِّة قد تستمر طويلاً وحسب بل بصراع واسع أيضاً.

وتركيا، التي تنظر إلى وحدات حماية الشعب بوصفها فرعاً من حزب العمال الكردستاني الأوجلاني، بي كي كي، غاضبة من المساعدة العسكرية الأمريكية للأكراد السوريين، وقد طالبت في هذا الشهر الرئيس المُنتخب دونالد ترامب بوقف المساعدات للميليشيا عندما يتولى منصبه. وفيما تقترب كل من روسيا وسورية وتركيا من تسوية للصراع السوري الشامل، يمكن أن تجد الولايات المتحدة نفسها مختلفة مع روسيا حول دورها العسكري في سورية أيضاً.
وبغية التخفيف من المخاوف التركية وتلافي التوترات بين العرب والأكراد، تنقل الولايات المتحدة الأسلحة والذخائر إلى تنظيم مظلة يُسمى قوات سورية الديمقراطية، التي تشمل مقاتلين عرب وأكراد على حد سواء. ويقول الجيش الأمريكي أن الهدف من قوات سورية الديمقراطية هو بناء قوة عربية قادرة على الاستيلاء والحفاظ على مدن عربية مثل الرقة، وتالياً التمويه على نفوذ المقاتلين الأكراد.
وقد امتنع مسؤولون ومستشارون عسكريون أمريكيون في سورية عن مناقشة التدريب المُقدَّم إلى المجندين العرب في قوات سورية الديمقراطية. لكنهم قالوا إنهم لم يعرفوا أن المجندين العرب يتلقون دروساً في النظرية السياسية الكردية قبل التدريب العسكري الأمريكي لهم. ويقول مستشار عسكري أمريكي في سورية تحدث إلينا شريطة أن لا تُحدد هويته أو رتبته العسكرية: “نحن لا نعرف ما الذي يحدث لهم قبل أن يأتوا إلينا”.

(تخرج مجندي المجلس العسكري في منبج بعد استكمال تدربهم من قبل الجيش الأمريكي).(صورة من أليس مارتينز/ واشنطن بوست).

لكن مسؤولون أمريكيون يعترفون أن واقعة أن الأكراد يشكلون ثلاثة أرباع تحالف قوات سورية الديمقراطية وأنهم يقودون القتال على خطوط جبهات القتال تجعل منهم أكبر المنتفعين من المساعدات العسكرية الأمريكية.
وأن الرؤية الكردية لسورية المستقبل يجري بسطها على المناطق العربية التي تقوم هذه القوات باحتلالها، رغم البيانات المتكررة الصادرة عن الحكومة الأمريكية المعارضة للخطط الكردية في إنشاء أي نوع من مناطق جديدة في سورية.
تقول ماريا فانتابي من مجموعة الأزمات الدولية: “إن الدعم العسكري عزز ثقة قوات حماية الشعب في التحرك خارج المناطق المأهولة كردياً ونمَّى طموحاتها حتى إلى خارج سورية. ولهذا مضاعفات سياسية هائلة لا على سورية فحسب، بل على البلدان المجاورة أيضاً”.

“فيدرالية ديمقراطية”
في زيارة نادرة لصحفيين أجانب إلى شمال شورية، كان الأكراد تواقين إلى شرح نظرية أوجلان السياسية، وهي خليط من الماركسية والأحلام الطوباوية ليساري أمريكي مُتوفى من فيرمونت اسمه موراي بوكشن.
تهدف هذه النظرية إلى إبطال الدول وإلغاء الحاجة إلى حكومات عبر جعل المجتمعات مسؤولة عن شؤونها الخاصة. وتُشدد النظرية، التي يُشار إليها على نحو غامض بعض الشيء كـ”فيدرالية ديمقراطية” أو “الأمة الديمقراطية”، بقوة على المساواتية وحقوق النساء والرفق بالحيوان.

(مجندون في قوات سورية الديمقراطية يقرأون كتاباً لعبدالله أوجلان خارج غرف الصف التي يحضرون فيها دروساً بأيديولوجيا أوجلان قبل أن ينتقلوا إلى التدرب العسكري). (صورة من أليس مارتينيز-واشنطن بوست).

ويجري الآن تعديل هذه النظرية بحسب ظروف سورية بمزيجها المتنوع من العرب والأكراد والمسيحيين والعلويين والتركمان وغيرهم، بعد أن كان أوجلان قد تخيلها أصلاً بوصفها طريقة لتحقيق صورة من صور استقلال الأكراد الأتراك.

يقول نصرت أحمد خليل، والذي يُشرف على التدريب الأيدولوجي للمجندين العرب: يسعى الأكراد السوريون إلى تطبيق رؤية أوجلان في عالم بلا حدود في كل سورية وفي خارجها، بعيداً عن محاولة إعادة رسم الحدود لإعطاء الأكراد كيانهم الخاص على طول خطوط المنطقة التي شكَّلها الأكراد في العراق المجاور.
ويقول: “نحن لا نريد الفيدرالية للكرد فحسب، بل لكل سورية، وحتى لكل الشرق الأوسط. نحن لا نعترف بحدود جغرافية بين هذه المنطقة وتلك”.

“لا دولة”
داخل غرفة الصف في تل أبيض، وهي بلدة ذات أغلبية عربية على الحدود التركية كان قد تم الاستيلاء عليها من الدولة الإسلامية في العام 2015، يجيب آجت إبراهيم هسو على أسئلة شباب عرب، يجلسون في مقاعدهم ويلبسون بدلات جديدة خضراء اللون، وقد ألغزت عليهم الأمور بعض الشي.
يسأل أحد المجندين: “ما هو دور الدولة في الأمة الديمقراطية”؟.
فيجيب هسو: “ما من دولة. فالدولة أداةً للقمع”.
ويسأل مجند آخر: “ما وجه الاختلاف بين (الأمة الديمقراطية) وشعارات حزب البعث”؟. في إشارة منه إلى حزب الرئيس بشار الأسد الذي حكم سورية لعقود.
فيشرح المدرب: وجه الاختلاف هو أن حزب البعث يُحابي العرب، فيما نظريات أوجلان تنطبق على المجموعات العرقية والدينية كافة.
وفي مقابلات بعد انتهاء الدرس، قال هؤلاء الشباب أنهم سعداء باعتناق أيديولوجيا ي بي جي. يقول لؤي الشمري، الذي فرَّ من مدينة الرقة التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية في الصيف الماضي: “الأمر يشبه أن تكون لك أم ديمقراطية لا تميز بين أطفالها”. ويُضيف مصعب عيسى الشيخ، وهو من منطقة الرقة أيضاً: “لو لم نوافق على التدرب، لما كنا نتدرب الآن”.

(صورة كبيرة باهتة الألوان لعبدالله أوجلان عند المدخل الجنوبي لتل أبيض). (صورة أليس مارتينيز-واشنطن بوست).

يتساءل محللون ومعارضون لقوات حماية الشعب كيف تكون أيديولوجيا هذه الجماعة ديمقراطية أو مساواتية بالفعل. فصور أوجلان معلقة في ساحات البلدة وفي المكاتب العامة بالطريقة ذاتها التي تهيمن صور الأسد على مناطق سيطرة الحكومة.
ومع أن مجلساً منتخباً يدير الشؤون اليومية في المجتمعات المحلية، فإن السلطة الفعلية يديرها قادة عسكريون في الظل كانوا قد قاتلوا في صفوف البي كي كي في تركيا، كما تقول رنا خلف التي وضعت تقريراً حول الحكم الكردي في سورية لصالح مؤسسة شاتام هاوس Chatham House ومقرها لندن. وتقول: “في الممارسة، هم تسلطيون مثل الآخرين”. فالأكراد الذين أيدوا أحزاب كردية معارضة لوحدات حماية الشعب سُجنوا أو دُفعوا إلى المنفى.
كما تشمل قائمة مَنْ استهدفتهم قوات حماية الشعب أشخاص مؤيدين للتيار العريض في المعارضة السورية، بحسب ما أفاد ناشط من بلدة منبج العربية، التي استولت عليها وحدات حماية الشعب وقوات سورية الديمقراطية في شهر آب الماضي. وكان الناشط قد شن حملة على كل من الدولة الإسلامية ووحدات حماية الشعب، ولهذا فإن الميليشيا الكردية تريده أن يسلم نفسه، حسب قوله. وكتكتيك للضغط عليه، فإن وحدات حماية الشعب تحتجز شقيقه الذي لا يعمل في السياسة، بحسب الناشط الذي يعيش في مكان ما في سورية وتحدث إلينا شريطة إخفاء اسمه لخشيته على سلامة شقيقه.
تناقضات محتملة

(شابان عربيان عضوان في وحدات حماية الشعب يقولان إنهما انضما إلى الوحدات عندما تمت استعادة موطنهما، منبج، من الدولة الإسلامية). (صورة من أليس مارتينيز-واشنطن بوست).

تقدم منبج مثالاً عن التناقضات المحتملة لتحالف الولايات المتحدة مع الأكراد السوريين. فالجيش الأمريكي يدعم صمود البلدة الواقعة في محافظة حلب السورية كنموذج عن تسليم ناجح للسلطة من الأكراد إلى العرب بعد تخليص المنطقة من سيطرة الدولة الإسلامية.
إلَّا أن العرب الذين يديرون منبج مشايعون لأيديولوجيا وحدات حماية الشعب ما يجعل منهم غير متمايزين عن هذه القوة الكردية بالنسبة لتركيا وبالنسبة للسكان المحليين أيضاً بحسب آرون ستاين من المجلس الإطلنطي ومقره واشنطن. فالقوة العربية في منبج مسنودة من قبل وحدات حماية الشعب كانت قد خاضت في وقت سابق معارك ضد الثوار العرب المسنودين من تركيا في ريف منبج، وتركيا تهدد بشن هجوم للاستيلاء على البلدة.
وفي حفل تخرج جرى حديثاً لـ 250 مجندا عربيا كانوا قد أتموا تدربهم مع الجيش الأمريكي بالقرب من منبج أُخبر هؤلاء المجندين المقولبون حديثاً أنهم لن يُرسلوا إلى خطوط الجبهة في الرقة بل إلى حلب ليقاتلوا الثوار المدعومين من تركيا، حليف الولايات المتحدة في الناتو. وفيما يمضي أبو ماجد العدنان في جمع الجنود لينقلوا المعركة إلى القوات المدعومة من “تركيا الإرهابية”، فإن جنوداً القوة الخاصة الأمريكية يراقبونه.

المستشارون الأمريكيون متواجدون أيضاً على الأرض مع الثوار المدعومين من تركيا في سورية يعدون سيناريو يمكن فيه للقوات الخاصة الأمريكية الملتحمة مع الأطراف المتقابلة أن يواجه بعضها الاخر.

يقول أبو أمجد، الذي يضع صورة لأوجلان على شاشة هاتفه المحمول: “لقد أخذنا أسرى من أولئك الذين دربتهم الولايات المتحدة، والأتراك لديهم أسرى لنا ممَنْ دربتهم الولايات المتحدة أيضاً”.
العنوان الاصلي : المساعدات العسكرية الأمريكية تُغذي طموحات كبيرة لميليشيا كردية يسارية في سورية 

المصدر واشنطن بوست

الترجمة الرقة بوست

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »
best microsoft windows 10 home license key key windows 10 professional key windows 11 key windows 10 activate windows 10 windows 10 pro product key AI trading Best automated trading strategies Algorithmic Trading Protocol change crypto crypto swap exchange crypto mcafee anti-virus norton antivirus Nest Camera Best Wireless Home Security Systems norton antivirus Cloud file storage Online data storage