Views: 69 داعش يستثمر التكنولوجيا في معاركه.. التنظيم يباغت القوات العراقية من السماء – الرقة بوست-Raqqa Post

داعش يستثمر التكنولوجيا في معاركه.. التنظيم يباغت القوات العراقية من السماء

بات تنظيم “الدولة الإسلامية” (داعش) أكثر اعتماداً على الطائرات بدون طيار، التي يحمّلها بالقذائف ويرميها على تجمعات القوات المعادية له في العراق، ما دفع القوات العراقية إلى اتخاذ تدابير، والتفكير في كيفية مواجهة هذه الطريقة المتنامية في هجوم التنظيم.

على جهاز اللاسلكي ينطلق صوت معلناً عن وقوع إصابة جديدة جراء سقوط قذيفة مورتر أطلقها تنظيم (داعش)، وحدّق شرطي عراقي من بين أوراق الأشجار في المواقع المعادية على الضفة الأخرى لنهر دجلة.

 

وظل الشرطي محني الرأس لكي يتفادى نيران القناصة، لكن عينه كانت تراقب السماء أيضاً.

ولم تكد تمضي دقائق حتى أطلق المتشددون طائرة بلا طيار حلَّقت فوق رأسه. كانت تستطلع المنطقة وألقت مادة متفجرة. ثم سقطت قذائف المورتر على مسافة قريبة فانطلق الشرطي يعدو بحثاً عن منطقة آمنة.
بعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على بدء معركة تحرير الموصل، أكبر معاقل المتشددين في العراق، لا يزال التنظيم المتطرف قويَّ الإرادة، قادراً على القتل رغم طرده من الشطر الشرقي من المدينة، التي يتجاوز عدد سكانها المليون نسمة.

ولا يدرك أحد تقريباً مدى الخطر الذي يمثله المتطرفون مثلما يدركه مقدم الشرطة فالح حماد هندي، الذي أصدر تعليماتٍ لرجاله بالاحتماء، بينما كانت قذائف المورتر تقترب شيئاً فشيئاً.

وقال هندي الذي تواجه وحدته في بعض الأحيان 16 هجوماً بطائرات دون طيار (الدرون) في اليوم الواحد، بالإضافة إلى قذائف المورتر ونيران القناصة “السلاح المفضل هو الدرون”.
وترابط وحدته المكلفة بالتمسك بموقعها لحين استعداد القوات العراقية لتوسيع نطاق هجومها إلى غربي الموصل، في معسكر تدريبي سابق لتنظيم “داعش”، ومنطقة عسكرية مغلقة على الضفة الشرقية لنهر دجلة.

وقد اكتسب هندي خبرة بكيفية تفكير المتشددين ونقاط قوتهم، وقدم تقييما صريحاً عن قدراتهم بدءا بالقناصة، الذين يمكنه رصدهم بنظارته المكبرة.

وقال هندي لرويترز “القناصة يتمتعون بكفاءة عالية. فهم مقاتلون أجانب والأكثر التزاماً”.

وعندما اجتاح التنظيم الموصل عام 2014 وأعلن إقامة “دولة خلافة” على أراضٍ في العراق وسوريا، اجتذب متطوعين من دول بعيدة مثل أفغانستان وتونس، كما انضم لصفوفه كثيرون من المتعاطفين معه في الموصل، ثاني أكبر مدن العراق.

تدريب على المواجهة
بطاطا وتمر

وقد ثار غضب سكان الموصل الذين يغلب عليهم السُّنة من الجيش العراقي الذي يهيمن عليه الشيعة، واتهموه بارتكاب انتهاكات واسعة بحق طائفة الأقلية. ورفضت الحكومة العراقية هذه الاتهامات.

واستغل التنظيم هذا الاستياء، فطارد أفراد الجيش والشرطة، وأعدم من وقع في قبضته منهم في إطار تشديد سيطرته على الموصل، واجتذب في الوقت نفسه متطوعين محليين رأوا في التنظيم في البداية حصناً في مواجهة القوة الشيعية.

وكان تدريب المجندين الجدد يتم في الموقع الذي يرابط فيه الآن المقدم هندي ورجاله، والذي كان يضم مشتلاً وحديقة للأسرة ومزرعة لعسل النحل مملوكة للدولة.

هنا تعلم المتدربون عقيدة التنظيم وفكره الذي يعتبر أكثر تشدداً من تنظيم القاعدة الذي خرج من عباءته في العراق.

ووفَّرت الأشجار والخضرة الكثيفة غطاء مثالياً من الضربات الجوية، ولذلك ازداد الجهاديون دراية بالسلامة النسبية. وزيادة في الحرص حَفَر المتشدِّدون نفقاً تحت الأرض ودعموه بأكياس الرمل للوقاية من الضربات الجوية.

وبخلاف التدريب على الأسلحة كان الجهاديون يتعلمون الانضباط. وكانوا يجبرون على البقاء في البرد عندما يسقط المطر أو الثلوج.

وقال هندي الذي فقد شقيقه في هجوم شنَّه تنظيم “داعش” بعض الرجال لم يأكل سوى بضع حبات من البطاطا (البطاطس) في الأسبوع. ولم يكن يسمح لآخرين إلا بتناول ثلاث تمرات في اليوم. وأصبحوا جاهزين للمعركة هنا”.

ويدرس رجال الشرطة تدريب مقاتلي التنظيم المرابطين على مسافة 500 متر على الضفة الأخرى من النهر في مستشفى وفندق من أجل مقاتلتهم.

كما يعتمدون على المعلومات التي يستقونها من سكان غربي الموصل، الذين انقلبوا على التنظيم بسبب قسوة حكمه.

وقال هندي (32 عاماً) “يختبئون في بيوتهم ويقدمون معلومات عن الجهاديين. عن تحركاتهم وأسلحتهم”.

والمخاطر شديدة. فقد كان الإعدام مصير بعض المرشدين.

“معركة مصيرية”
ومن المرجح أن تشهد الحملة على الشطر الغربي من مدينة الموصل قتالاً أشد عنفاً وأكثر تعقيداً في الشوارع، وذلك لأن شوارع النصف الغربي ضيقة، ما يعني أن الجيش سينشر أعداداً أقل من الدبابات والعربات المدرعة في مواجهة التنظيم.

ومن المتوقع أيضاً أن يبدي المتشددون مقاومة أشرس في الشطر الغربي من الموصل، لأن المعركة ستحدد مصير دولة الخلافة التي أعلنوها.

وقال هندي “ليس أمامهم مهرب في الغرب، ولذلك فهم سيقاتلون حتى الموت”.

وسيشهد القتال استخدام التنظيم لنقاط قوته من مفجرين انتحاريين. وقال هندي إن التنظيم يحتفظ بهم متأهبين لهذه المعركة، والسيارات الملغومة والشراك الخداعية.

وما إن وصل هندي ورجاله إلى منطقة اعتبروها أكثر أمناً حتى اختبأوا خلف الأشجار، بعد أن تأكدوا أن طائرة أخرى دون طيار تحلِّق فوق رؤوسهم. وسقطت قذيفة مورتر على بُعد بضع مئات من الأمتار.

وفي النهاية جلس هندي في مكتبه يناقش التحديات المستقبلية وهو يحتسي الشاي المحلى بالسكر. وجاء ضابط آخر رفيع فقد أيضاً شقيقه بسبب الجهاديين في زيارة للموقع.

وقال لهندي “قبل يومين تسلل 38 إرهابياً عبر النهر في قارب لتنفيذ هجوم” فقتلوا جميعاً.

وأضاف “يريدون إظهار أنهم ما زالوا يمثلون خطراً ومسيطرين”.

وحتى إذا هُزم التنظيم في الموصل كلها فستواجه الحكومة التي يقودها الشيعة والجيش مهمة شاقة في تخفيف التوترات الطائفية، وكسب السكان السُّنة في المدينة التي كانت من قبل مركزاً تجارياً.

وقال هندي مستخدماً اسماً شائعاً للتنظيم “الأمر كله يتوقف على كيفية تصرف الجيش. إذا حدثت انتهاكات مرة أخرى فسيعود جيل جديد من مقاتلي داعش للظهور”.

هافينغون بوست عربي


Posted

in

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »
best microsoft windows 10 home license key key windows 10 professional key windows 11 key windows 10 activate windows 10 windows 10 pro product key AI trading Best automated trading strategies Algorithmic Trading Protocol change crypto crypto swap exchange crypto mcafee anti-virus norton antivirus Nest Camera Best Wireless Home Security Systems norton antivirus Cloud file storage Online data storage