رجّح نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، أن يعقد وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف، أول لقاء له مع نظيره الأميركي ريك تيلرسون، خلال مشاركتهما في سلسلة اجتماعات دولية، تستضيفها ألمانيا خلال شباط/فبراير، على أن يركز هذا الاجتماع على الملف السوري.
وقال بوغدانوف لوكالة “انترفاكس” الروسية، الإثنين، إن اللقاء الأول المنتظر بين الوزيرين الروسي والأميركي “سيكون مخصصاً بشكل عام للتباحث بشأن الأزمة السورية”، وسيجري اللقاء على هامش الاجتماع الوزاري لـ”مجموعة العشرين” في بون الألمانية بين 16 و17 شباط/فبراير، ومؤتمر “ميونخ للأمن” المقرر في 17 و19 شباط/فبراير.
في المقابل، تعمل فرنسا مع ألمانيا وعواصم عربية لعقد اجتماع “النواة الصلبة” للدول الداعمة للمعارضة السورية، على هامش اللقاءات الدولية في ألمانيا، بحسب ما كشفت عنه تقارير صحافية عربية، أشارت إلى وجود “اتصالات مكثفة” حول هذا الموضوع بين 10 دول معنية بالأزمة السورية، وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا وايطاليا والسعودية وقطر والأردن والإمارات وتركيا.
ووفقاً لمصادر ديبلوماسية فرنسية، فإن باريس تعمل مع الأطراف للدفع باتجاه عقد هذا الاجتماع نظراً لأهمية مشاركة وزير الخارجية الأميركية الجديد والتعرف من خلاله على خطط إدارة الرئيس دونالد ترامب، غير الواضحة حتى الساعة، في ما يخصّ الملف السوري. ولهذا الاجتماع، الذي سيُعقد قبل أيام قليلة من انطلاق مفاوضات “جنيف 4” السورية، أهمية في توفير الدعم السياسي الدولي للمعارضة السورية وإعادة التأكيد على المرجعيتين الأساسيتين للعملية التفاوضية السورية؛ بيان جنيف 2012 والقرار الدولي 2254.
وقالت المصادر إن الدول الغربية “نجحت” قبل أسبوعين في “سحب” ملف عملية الانتقال السياسي من اجتماعات أستانة التي دعت إليها روسيا وتركيا وايران، وأعادته إلى رعاية “الأمم المتحدة” التي سيدير مبعوثها إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، مباحثات “جنيف 4” المقّررة في 20 شباط.
لافروف رأى أن وجود “عدد كبير من الأطراف الخارجية” في سوريا، يتطلب تنسيقاً دقيقاً لخطواتها في “مكافحة الإرهاب” في ما بينها “وقبل كل شيء مع دمشق”. وقال لافروف في مؤتمر صحافي، الإثنين، إن “القضاء على الإرهاب هو الهدف الرئيسي لكافة القوى الخارجية العاملة في سوريا”، مضيفاً إن موسكو توصلت إلى اتفاق مع تركيا وايران “على هذا الأساس تحديداً”، وإنها “حاولت ولا تزال تعمل على التوصل إلى اتفاق مع واشنطن وفق هذا الأساس بالذات”.
وبالنسبة إلى محادثات “أستانة 2″، قال لافروف إن الوفد الممثل للمعارضة السورية المسلحة سيصل إلى العاصمة الكازاخستانية، الأربعاء، مضيفاً إن هذه الجولة التي ستستمر على مدى يومين، ستركز على “تثبيت وقف إطلاق النار في سوريا وإحراز التقدم في المحادثات السياسية لحل الأزمة”.
وقال بوغدانوف، إنه سيتم توصيف روسيا وتركيا وإيران والأردن، كـ”دول ضامنة”، في اجتماعات “أستانة 2″، مشيراً إلى أن الموفد الرئاسي الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتيف، سيقود الوفد الروسي في المحادثات. وفي ما يخص محادثات جنيف، قال بوغدانوف إن دي ميستورا لم يصدر حتى الساعة الدعوات الرسمية لحضور هذه المحادثات.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديميتري بيسكوف، إن لا محادثات حتى اللحظة عن لقاء محتمل بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال بيسكوف، في مؤتمر صحافي الإثنين، إن لا تفاصيل حول لقاء بين الزعيمين سوى اجتماعهما المُرتقب على هامش “قمة العشرين” التي تستضيفها ألمانيا في تموز/يوليو. وردّ بيسكوف على سؤال حول تقييم الكرملين للاتصالات الدولية التي تجريها إدارة ترامب، خاصة مع الصين واليابان، بالتأكيد على أن موسكو “تراقب اتصالات واشنطن الدولية عن كثب، ويقوم بتحليلها، وذلك في ما يخص المصلحة القومية الروسية بالدرجة الأولى”.
المدن
اترك تعليقاً