الرقة بوست – مازن حسون
أصبحت الرقة اليوم مرتعاً لجميع القوى الدولية والإقليمية والمحلية التي تتحرك وتبني سياستها في المنطقة بحسب مصالحها بالدرجة الأولى. تشهد المحافظة منذ عدّة شهور معارك بين تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش ومليشيات صالح مسلم , وبعد تمكن الأخير من التقدم والسيطرة على مناطق واسعة من الريف الرقي , وفرض سياسة مليشيات صالح مسلم على جميع الرقيين وتمرير جميع مشاريعها في المحافظة. وفي ظل جميع هذه الأحداث والمنعطفات التي تمرّ بها المحافظة أدى ذلك الى تغيّيب قدرة أهالي الرقة وأبنائها على فرض قراراتهم السياسية فيما يخصّ مدينتهم .
ووسط انقسام واضح في المجتمع الرقي وعدم وجود جسم أو كيان سياسي يجمع أبناء المدينة بعضهم البعض للعمل لأجل الرقة. طرح الملتقى المدني للرقة اليوم مبادرةً جديدة لتشكيل “هيئة وطنية مؤقتة” تعمل على تمثيل جميع مكونات المحافظة , تقديم جميع المساعدات والمستلزمات المطلوبة للسكان والعناية بالنازحين بالتعاون مع المنظمات الإنسانية والإغاثية . بالإضافة الى التواصل مع قوات التحالف ودرع الفرات للعمل على حماية المدنيين والحفاظ على حقوق الإنسان بحسب المواثيق والمعاهدات الدولية كما جاء في البيان.
قامت الرقة بوست اليوم بإجراء مقابلة مع الأستاذ أمجد آل فخري وهو أحد أعضاء الملتقى المدني للرقة وقمنا بطرح بعض الأسئلة التي راودتنا فيما يخصّ بيان الملتقى اليوم. وأوضح لنا الأستاذ أمجد ماهية هذه المبادرة الجديدة وقال : “هي جزء من سياق مستمر في عمل تراكمي نأمل أن يصل إلى نتيجة ينتظرها أهلنا في الداخل، تهدف إلى توحيد الرؤية والعمل على تنسيق الحركة من أجل ملاقاة الاستحقاق المرتقب”..
وتابع آل فخري للحديث عن أهمية هذه المبادرة ” تكمن اﻷهمية في التوقيت، لأن المضمون طرحه الملتقى منذ أشهر ونوقش وتوافقنا عليه.. لكن الظرف اﻵن تغير، بل صار يدعو للعمل أكثر .. بل اﻹخلاص فيه. الدافع أولا وأخيرا الرقة.. وأهلها. إن المعاناة التي اكتوى بها المدنيون الفترة الماضية ومازالت تدفع أيا منا ليقدم استطاعته.. والملتقى كمنظمة مجتمع مدني تنحاز لهذا الجانب أكثر ، وهناك منظمات تعمل لدوافع متعددة متنوعة.. وهذا حق وواجب”.
وفي سؤالنا له عن رؤيته المستقبلية فيما يخصّ البيان وتوقعه لنجاح أو فشل المبادرة قال الأستاذ أمجد : “في مثل هذا العمل ما من نتائج مباشرة، والحال يقول أننا نرتبط بتفاعل اﻵخرين الذين ستقوم اللجنة بالتواصل معهم.. ولا نجاح كامل، مثلما لا فشل كامل.. محاولة السير أفضل من المراوحة في المكان”.
كما أكّد على أن الهيئة التي دعت المبادرة لتشكيلها ستكون لأجل الرقة وتعمل على إنتاج هيئات ومجالس للعمل لصالح أهالي الرقة : “الهيئة التي ستتشكل من أجل الداخل.. وستضع نظاما لها ينظم علاقة ما سينتج عنها من مجالس أو لجان أو هيئات.. المجلس المحلي الحالي ليس محطاً للنقاش.. عملنا للداخل.. وربما الداخل ( أو القوة التي ستمسك اﻷرض) سيكون له كلام آخر”.
اترك تعليقاً