Views: 74 “داعش” يُخلي دير حافر…فهل يتقدم النظام إلى مسكنة؟ – الرقة بوست-Raqqa Post

“داعش” يُخلي دير حافر…فهل يتقدم النظام إلى مسكنة؟

انسحب تنظيم “الدولة الإسلامية”، الخميس، من مدينة دير حافر في ريف حلب الشرقي، بعدما تمكن النظام ومليشياته من إطباق الطوق حول المدينة، بشكل شبه كامل، من خلال السيطرة على أكثر من 15 قرية ومزرعة جنوبها وشرقها، في الساعات الـ72 الماضية. وكانت قرى لالة محمد وعاكولة وأم عدسة وأم تينة وجفرة منصور ورسم الفالح، آخر المواقع التي تقدمت إليها مليشيات النظام يدعمها قصف مدفعي وصاروخي عنيف انطلاقاً من “معامل الدفاع” ومطار كويرس. كما انطلقت طائرات روسية من مطار كويرس، وشاركت في التغطية النارية وشنت عشرات الغارات مستهدفة مواقع التنظيم شرقي حلب.

ومدينة دير حافر التي خضعت لسيطرة التنظيم في كانون الثاني/ يناير 2014 بعد طرد المعارضة منها، تعتبر الخط الدفاعي الأبرز عن مناطق سيطرة التنظيم في بادية حلب، وصولاً إلى مدينة مسكنة. مليشيات النظام إلتفت حول المدينة، تجنباً للمواجهة المباشرة، لإجبار التنظيم على الانسحاب. وخسر النظام نحو 50 عنصراً، الأربعاء والخميس، معظمهم سقطوا في بلدة جعفر منصور التي استهدفها التنظيم بسيارة مفخخة، بينما سقط الباقون في المواجهات على مشارف المدينة.


خريطة دير حافر 24 اذار 2017 (LM)

وبشكل متكرر، حاول التنظيم قطع خط إمداد النظام على طريق حماة-حلب، للتخفيف عن مقاتليه في دير حافر وقرى شرقي حلب، وهاجم خناصر، واثريا على مدى الأسبوع الماضي، ونجح أكثر من مرة في قطعه لساعات، ودمر عدداً من الآليات الثقيلة، لكن المقاتلات الروسية كانت بالمرصاد لفتحه من جديد لتسهيل حركة الأرتال التي توجهت من حلب إلى جبهات ريف حماة التي تتعرض لهجوم عنيف من قبل المعارضة.

وعلى الرغم من محاصرة مليشيات النظام لمدينة دير حافر من الجهات الأربع، إلا أن دخولها المدينة تأخر إلى الجمعة، خوفاً من الألغام المتفجرة، والكمائن داخل المدينة التي تعتبر من أكبر البلدات في ريف حلب الشرقي، ومركز ثقل عسكري وبشري موالٍ للتنظيم. وكانت دير حافر والقرى المحيطة بها قد أخليت من المدنيين تماماً، منذ الأسبوع الأول من أذار/مارس، بعدما تعرضت لحملة عنيفة ومتواصلة من القصف الجوي والمدفعي بعد أن تقدم النظام وحلفاؤه وسيطروا على الخفسة والعديد من القرى المحيطة بها.

لم يعد لدى تنظيم “الدولة الإسلامية” في ريفي حلب الشرقي والجنوبي الشرقي، بموازاة نهر الفرات، سوى موقعين مهمين هما؛ مدينة مسكنة الواقعة على مسافة 35 كيلومتراً إلى الجنوب الشرقي بالقرب من بحيرة الطبقة “الأسد”، والموقع الثاني هو مطار الجراح العسكري “كشيش” الذي فشل النظام في السيطرة عليه أكثر من مرة منذ بداية آذار/مارس، وخسر قرابة 75 عنصراً من قواته في هجمات معاكسة شنها التنظيم.

الطريق بات مفتوحاً نحو مسكنة، بالنسبة لمليشيات النظام التي تعتمد بشكل كامل على التغطية النارية الجوية والمدفعية، بعدما دخلت فعلياً مناطق بادية حلب التي تقل فيها المراكز السكانية التي جعلها التنظيم ثكنات عسكرية يتحصن فيها مقاتلوه. لكن هل سيواصل النظام تقدمه بعد أن عبرت “قوات سوريا الديموقراطية” إلى الضفة الغربية بدعم أميركي مباشر؟

الخيارات بالنسبة للنظام وحلفائه أصبحت صعبة بعد التطور الأخير في المنطقة التي تفصل مسكنة عن الطبقة، وتمركز قوات أميركية-كردية في مواقع متعددة على طريق حلب-الرقة. وعلى الرغم من تأكيد المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية “بنتاغون” أدريان رانكين غالاواي، بأن الهدف من عملية الإنزال الجوي والسيطرة على عدد من البلدات في الضفة الأخرى من “بحيرة الأسد” هو قطع طريق إمداد تنظيم “داعش” القادم من ريف حلب باتجاه الرقة، إلا أنها لم تبدد مخاوف النظام الذي اعتبر المنطقة بمثابة خط أحمر يمنع عليه التقدم نحوه لأبعد من مسكنة، آخر معاقل التنظيم الكبرى في ريف حلب.

وزادت تصريحات المتحدث باسم “قسد” طلال سلو، من تيقن النظام بجدية الرسائل الأميركية بشأن قطع الطريق باتجاه الرقة. سلو حاول التخفيف من حدة الرسائل الأميركية في تصريح لصحيفة “الوطن” السورية، وأكد بأن قيادته لا تمانع في إشراك النظام في معركة السيطرة على مدينة الرقة، في حال عرضت الولايات المتحدة ذلك، مؤكداً أن “أبناء الوطن السوري هم من لهم الحق في تحرير مناطقهم، والجيش السوري هو جزء أساسي من الوطن السوري ويحق له ما لا يحق لغيره، وأنا هنا أشير لتركيا”. وأضاف “إن التحالف الدولي هو الداعم الأساسي لكل حملاتنا وهناك اتفاق بيننا أنه لا يدخل طرف جديد إلا بموافقتنا، وعندما أرادت تركيا الدخول كطرف ثالث في معركة الرقة، عرض التحالف الدولي الأمر علينا، وهم كانوا متقبلين للفكرة، ولكننا نحن رفضناها، أما في حالة الجيش السوري، فإذا ما عرض التحالف الدولي علينا مشاركته في تحرير الرقة فإننا نعتبر هذا الجيش جهة وطنية، وبالتأكيد ستكون هناك موافقة من قواتنا”.

الإنزال الجوي الأميركي وانتشار “قسد” في بلدات أبو هريرة والمشيرفة والكرين، والمحمية الطبيعية قرب قرية الكرين، قبل يومين، لم يتطور لأبعد من ذلك، ولم تتوسع القوات البرية التي عبرت البحيرة إلى مزيد من المناطق المحيطة. الأمر الذي يؤكد أن العملية رمزية، أريد من خلالها وضع حد لأحلام النظام وحلفائه. وعلى الرغم من الإعلان الأميركي عن قطع طريق حلب–الرقة إلا أنه أمر غير واقعي، في ظل وجود عشرات الطرق البرية والمساحات الصحراوية التي تمنح التنظيم حرية الحركة بين ريفي حلب والرقة.

أمام هذا التطور الميداني قرب الفرات، والتطورات المتلاحقة في جبهات المحافظات الأخرى، قد يكون الانكفاء من جانب النظام، وإيقاف عملياته العسكرية نحو مسكنة، هو الخيار الأفضل له، لينتظر فيها الإذن الأميركي للمشاركة في معركة الرقة. فالمعركة في منطقة البادية تحتاج لتغطية ودعم متواصل لصد هجمات التنظيم و”حرب العصابات” التي ينجح فيها في المناطق المفتوحة. والسيطرة على مدينة مسكنة تتطلب آلاف العناصر والحواجز والثكنات الصغيرة، التي من المفترض أن تحمي الطريق والتجمعات السكانية على جانبيه، لمسافة 35 كيلومتراً، وهذا ما يعجز عنه النظام في الوقت الحالي بسبب الجبهات المفتوحة في أكثر من مكان.

من جانب آخر، لا تحظى معركة مسكنة بالتأييد من قبل المليشيات العراقية والأفغانية و”حزب الله”، بعدما قُطع الطريق نحو الرقة. فتلك المليشيات ترى أن جبهات ريف حلب الجنوبي والعمل من أجل بلدتي كفريا والفوعة المحاصرتين في ريف إدلب من قبل المعارضة، وتأمين الطريق إلى حلب، وسد الثغرات في جبهات المحافظات الأخرى أمام تقدم المعارضة، أهم بكثير من السيطرة على مناطق نائية تكون قواتها فيها صيداً سهلاً للتنظيم.

تبقى خيارات النظام وحلفائه من المليشيات، بيد روسيا التي تقود العمليات العسكرية برمتها، وتوجه المليشيات على الأرض نحو الأهداف التي تراها مناسبة. وربما ترى روسيا أن مواصلة التقدم في ريف حلب، والسيطرة على ما تبقى من مناطق تقع تحت سيطرة التنظيم يوفر عليها الجهد الحربي المستمر لحماية طريق امداد حلب، ويوسع سيطرة النظام في منطقة البادية “الشامية” التي تتفرع منها الطرق نحو الرقة وديرالزور. فالطرق نحو الرقة لم تغلق كلها بعد، وهناك طريق دولي يصل إثريا بالرصافة فالرقة، وتحتاج الولايات المتحدة و”قسد” عملية برية واسعة لاغلاقه، أي السيطرة على كامل المناطق الواقعة جنوبي الرقة.
المدن


Posted

in

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »
best microsoft windows 10 home license key key windows 10 professional key windows 11 key windows 10 activate windows 10 windows 10 pro product key AI trading Best automated trading strategies Algorithmic Trading Protocol change crypto crypto swap exchange crypto mcafee anti-virus norton antivirus Nest Camera Best Wireless Home Security Systems norton antivirus Cloud file storage Online data storage