Views: 72 الرقة: لماذا ترفض روسيا الاتفاق بين “داعش” و”قسد”؟ – الرقة بوست-Raqqa Post

الرقة: لماذا ترفض روسيا الاتفاق بين “داعش” و”قسد”؟

يبدو أن حملة “غضب الفرات” التي تقودها “قوات سوريا الديموقراطية” والمدعومة من “التحالف الدولي” وصلت إلى مراحلها النهائية قبل اقتحام مدينة الرقة، عاصمة تنظيم “الدولة الإسلامية”.

وتمتد خطوط الاشتباك الحالية من قرية الحمرات شرقاً حتى السلحبية غرباً، على شكل قوس شمالي المدينة، بطول 25 كيلومتراً تقريباً، يحيط بالمدينة من ثلاث جهات، ما عدا الجهة الجنوبية التي بقيت مفتوحة باتجاه البادية.

ويشتد الخناق على التنظيم يومياً بعد أن أصبحت “قوات سوريا الديموقراطية” على بعد 3 كيلومترات شمالي مدينة الرقة. وسيطرت “قوات النخبة” التابعة لـ”قسد” على معمل الغاز شمال غربي المدينة. ووصل “لواء ثوار الرقة” التابع لـ”قسد” والذي يرفع راية الثورة السورية، إلى تل البيعة في الشمال الشرقي. وبعد طرد التنظيم من قرية كديران غرباً والسيطرة على الطرف الشمالي لسد المنصورة، تكون كل الطرق البرية إلى المدينة قد انقطعت، ولم يبقَ أمام التنظيم إلا عبور النهر بالقوارب للتوجه جنوباً، بحثاً عن الدعم والامداد. وهذا يعني إعاقة حركته، خاصة أن الطائرات من دون طيار تكاد لا تفارق شريط النهر على طول خط الاشتباك.

منذ بداية شهر رمضان انهمرت على المدينة عشرات القذائف والصواريخ، وشاركت القاذفة العملاقة “B-52″ في تحويل المدينة إلى جحيم حقيقي. والجديد في الجولة الراهنة من القتال هو ضرب المدينة لأول مرة بالمدفعية الأميركية والبريطانية المتمركزة في معمل السكر شمالي المدينة، وسط حالة من الذعر والخوف والتخبط بين المدنيين. وعلق المدنيون في حرب بشعة، فالتنظيم يمنع خروجهم و”التحالف الدولي” يقصفهم بصواريخه، وسط تردي الحالة الانسانية ونقص الكوادر الطبية والأدوية وانقطاع الكهرباء التام منذ يومين، والشح في المحروقات والطحين.

المدنيون كانوا ضحايا الهجمة الرمضانية، إذ قُتل منهم أكثر من 35 شخصاً، منهم عائلات بأكملها قضت جراء انهيار الأبنية فوق رؤوسها، بالإضافة إلى سقوط عشرات الجرحى. وبدأ دفن الضحايا في الحدائق العامة نظراً لصعوبة الوصول إلى المقبرة، بعدما تحولت إلى خط اشتباك وقنص.


(المصدر: LM)

تنظيم “الدولة” والذي يحاول انكار هزائمه، وفي محاولة قد تكون الأخيرة لرفع معنويات مقاتليه، قام في أول يوم من رمضان بسحل جثتين في أسواق المدينة، زاعماً أنها لجنود من “قوات سوريا الديموقراطية”. كما طافت مواكبه شوارع المدينة مع اطلاق نار ابتهاجاً بـ”فتوحات جنود الدولة الاسلامية” في مدينة ماراوي في الفلبين، واعتبروا ذلك “فتحاً” وأن “الله عوضهم عن خسارتهم”.

وشدد التنظيم على أصحاب المحال التعامل بالدرهم والدينار، وحذر من التعامل بالعملة الورقية، بينما أباح لنفسه التعامل بالدولار في تعاملاته النفطية والضريبية.

وتفيد المعلومات الواردة من الرقة عن وجود “صفقة تسوية” بين “قوات سوريا الديموقراطية” وتنظيم “الدولة”، تقضي بانسحاب التنظيم وتسليم المدينة مقابل تأمين ممر آمن لمقاتليه وعوائلهم نحو الجنوب. الناطق باسم “قوات سوريا الديموقراطية” نفى وجود أي اتفاق. غير أن الدلائل على الأرض تشير إلى وجود الاتفاق، خاصة أن هناك صفقات سابقة من هذا النوع، ليس آخرها التسليم والخروج من سد الفرات في مدينة الطبقة، عبر وسطاء محليين من أبناء المنطقة.

وما سيسهل عملية التفاوض هذه، هو هروب قسم من وجهاء “مكتب العشائر” نحو مناطق سيطرة “قسد”. ويشاع أن بعض الشخصيات المؤثرة عشائرياً، قدّمت ضمانات بـ”الأمان” لمقاتلين محليين من “داعش” بمجرد إلقاء سلاحهم وحلق لحاهم. وقد ترددت معلومات عن مشاهدة مقاتلين من “داعش” في مناطق “قسد” ومخيمات النازحين، ممن تمت “تسوية أوضاعهم” بضمانات عشائرية.

روسيا بدورها، هددت باستهداف قوافل التنظيم المتجهة جنوباً، باعتبار هذه الاتفاقات لا تعنيها طالما هي ليست طرفاً فيها، ولا يتم اشراكها في “الحرب على الارهاب”. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها قصفت، في 25 أيار/مايو، رتلاً من “داعش” خرج من الرقة باتجاه تدمر، بعد الاتفاق مع “قسد”. وبذلك، لا تريد روسيا لاتفاق تسليم الرقة أن يمر، ولا تريد منح الولايات المتحدة نصراً سهلاً في الرقة، بل تحرص على أن تكون الحرب قاسية ومكلفة، حتى وإن كانت كلفتها من دماء المدنيين. ولا ترغب موسكو في “تسوية” بين “قسد” و”داعش”، تضمن خروج مقاتلي التنظيم، بل تريد التخلص منهم في الرقة، حتى لا يشكلوا عبئاً عليها في البادية السورية. فانتشار التنظيم في البادية سيشكل حرباً إضافية لا يرغب الروس في خوضها في البادية، وهم يبحثون عن انتصار سهل على المعارضة هناك. وهذا النوع من المعارك في البادية قد لا يكون فيه منتصرون ومهزومون، بشكل واضح، بل سيكون أشبه بحروب الاستنزاف لقوات النظام ومليشياته المُتعبة سلفاً. وبهذا أصبح تنظيم “الدولة” كرة نار يلقيها كل طرف إلى الآخرين. وضمن هذه المعطيات تدخل مدينة الرقة كورقة لعب بين الأطراف الإقليمية والدولية، حتى لو أدى ذلك إلى تدمير المدينة، وقتل أهلها، ثمناً لصراعاتهم. فهذه المنطقة أرض مفتوحة لتصفية الحسابات.

وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، كان قد قال الأحد، إن وقوع ضحايا مدنيين في سوريا لا مفر منه، على عكس كل القيم التي قال الأميركيون إنهم يقاتلون من أجلها. ويخشى من هذا التصريح، أنه يفتح المجال لتمرير محرقة تطال كل شيء، وقد بدأت معالمها تتضح.

ولم يتبقَ لدى التنظيم الكثير من الخيارات، ولا الوقت، فإما أن يقاتل في معركة هزيمته فيها شبه محسومة، أو ينسحب نحو الجنوب الذي تعمدت قوات “التحالف الدولي” و”قسد” تركه كمنفذ له باتجاه البادية، ومنها للانتشار إما باتجاه الأنبار العراقية أو الميادين السورية، المقر الجديد للتنظيم. وفي كل الأحوال، فإن منطقة البادية ستكون مكان تشتيت القوى للتنظيم، وفقدان سيطرته وتحكمه، بعد أربع سنوات من سكن الفلل والقصور.

القرار الأميركي بالحسم أصبح الآن أكثر حتمية، وربما خلال أيام قليلة ستبدأ ملحمة الرقة أو تنتهي.
عبد القادر ليلا – المدن


Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »
best microsoft windows 10 home license key key windows 10 professional key windows 11 key windows 10 activate windows 10 windows 10 pro product key AI trading Best automated trading strategies Algorithmic Trading Protocol change crypto crypto swap exchange crypto mcafee anti-virus norton antivirus Nest Camera Best Wireless Home Security Systems norton antivirus Cloud file storage Online data storage