الرقة بوست ـ هيئة التحرير
لا تشرق شمس على الرقّة – منذ أشهر- دون ضحايا وتدمير ونزوح، ودون معاناة وألم..
وكذلك لا يحلّ ليل دون بيادر من الرجاء والدعاء، وتلال من الآمال والأماني.. ولمّا يتغيّر على الأرض شيء، سوى تصاعد رقم الموت في بورصة القتل المجنون والدمار الوحشيّ الممنهج، ولسان الحال لا ينطق إلا بالتسليم لما سيكون المآل!؟
فليس ثمّة ما يشير إلى نقطة الضوء آخر النفق، بينما الرقّة تشكو العطش والماء فوق ظهورها محمول..
أمر طبيعيّ أن يحلّ التشاؤم واليأس في النفوس، ولكن ليس من الطبيعيّ ألّا يكون فيها تفاؤل وأمل.. لأن التفاؤل المفرط كالتشاؤم المحبِط داء لابدّ من تشخيصه ووضع اليد على أسبابه وطرق علاجه.
والرقّة اليوم يتنازعها الشعوران، يرتفع أحدهما على حساب الآخر دونما سؤال يعطّل مفاعيل السالب منهما ويعزّز الموجب.
بأنْ تتناهب الرقّة المشاريع والاستثمارات من جهة، والقتل والتدمير والتشريد من جهة أخرى، فهذا يعني من جملة معانٍ، غياب الحامل الفاعل لهمومها ومعاناتها، فلا وجود لمحور تتمحور حوله مبادرات وإستراتيجيّات عمل أبنائها، كالدائرة بلا محور، تتجاذبها أقطاب غريبة، فتشرد الزوايا وتتناثر الرؤى وتتبعثر الأقواس وتضيع بوصلة التوجّه.
فأغلب المنظّمات والأحزاب والتيّارات والأفراد يعيشون لحظات انتظار تقترب من العزلة والانطواء على الذات وجَلْدها وتحميلها ما لا طاقة لها به، دون فعل أو مشاركة في رائحة فعل؛ فالأغلبيّة عازفة عن الانخراط في فعل منظّم يثمر نجاحاً يُشتَغل فيه، ويُبنى عليه، وهو أمر مفهوم في طبيعة تركيبتنا، ولكن.. إلامَ تُمطرنا السماء قتلاً ودماراً، وترتفع أصواتنا رجاءً ودعاءً؟ والمعلوم أن الواقع مستمرّ بقهرنا ما لم نُبدعْ فعلاً يقهره.. فما دامت السماء لا تمطر ذهباً ولا فضّة، فهل تمطر حياة وحرّيّة؟!
اترك تعليقاً