محمد حسان
ويأتي ذلك في الوقت الذي تستمر فيه قوات النظام بعملياتها العسكرية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” جنوبي وجنوب غربي ديرالزور، بعدما تمكنت من فتح ممر التقت فيه قواتها المتقدمة من جهة جبل البشري مع قواتها المتمركزة داخل “اللواء 137” غربي المدينة.
وتمكنت قوات النظام، ليل الجمعة/السبت، من السيطرة على قرية الشولا وحقل الشولا النفطي جنوبي مدينة ديرالزور، بعد معارك مع تنظيم “داعش”، وماتزال المعارك مستمرة بين الطرفين في منطقة المالحة والبانوراما جنوبي المدينة، والتي تسعى مليشيات النظام للسيطرة عليها لفتح طريق دمشق-ديرالزور.
وتقوم مليشيات النظام منذ ليل الجمعة/السبت بمحاولة التقدم وفك الحصار عن مطار ديرالزور العسكري وحيي هرابش والطحطوح شرقي المدينة، من محور منطقة المقابر وتجمع الكليات جنوبي المدينة، وتمكنت ميليشيات النظام من السيطرة على تلة علوش المطلة على منطقة المقابر.
(المصدر: LM)
هجوم ميليشيات النظام باتجاه مطار ديرالزور العسكري كان متزامناً مع هجوم أخر من الجهة الغربية للمدينة، حيث أحكمت المليشيات سيطرتها على منطقة الرواد بشكل كامل والمعارك الآن تدور على أطراف حي البغيلية.
كما تستمر مليشيات النظام بمحاولة توسيع مناطق سيطرتها جنوبي وغربي “اللواء 137″، لتأمين الممر الذي تم فتحه عبر القوات المتقدمة إلى اللواء وحيي الجورة والقصور، والقادم من جبل البشري مروراً بالبادية الجنوبية الغربية. وذلك من خلال إزالة الألغام التي زرعها التنظيم في وقت سابق وتأمين محيط الطريق، وطرد تنظيم “الدولة” من منطقة الحّوية والخراطة غربي اللواء.
وخسرت مليشيات النظام أكثر من 27 عنصراً خلال الساعات الـ24 الماضية، من المعارك، كما تكبد التنظيم خسائر تجاوزت 25 عنصراً، كما تمكن التنظيم من اسقاط طائرة استطلاع روسية ليل الجمعة/السبت جنوبي المدينة.
مصدر ميداني من ديرالزور، قال لـ”المدن”، إن الممر الذي تم فتحه هو طريق عسكري تمنع مليشيات النظام دخول وخروج المدنيين عبره، لعدم تأمينه بشكل جيد. وسيقتصر الممر على دخول التعزيزات العسكرية والمواد الغذائية والصحية، القادمة إلى ديرالزور إلى أن يتم فتح وتأمين طريق دمشق-ديرالزور.
ووصلت ليل الجمعة/السبت إلى مناطق سيطرة النظام، قافلة مساعدات طبية قادمة من دمشق، ضمت 5 سيارات إسعاف وعيادة متنقلة وشاحنتين محملتين بـ6 أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية. وكان قد سبقها دخول 37 شاحنة تابعة لـ”الهلال الأحمر السوري” محملة بالمواد الغذائية، و40 شاحنة من “السورية للتجارة” تم وضع محتوياتها في صالات البيع بذات أسعارها في مدينة دمشق.
“الهلال الأحمر” أعلن أن السبت سيكون أول أيام توزيع المساعدات الإنسانية على المدنيين، بحسب جدول التوزيع الخاص بأهالي كل حي، وتتضن الحصص التي سيتم توزيعها مواداً غذائية وبقوليات ومنظفات.
سعاد من أهالي حي القصور، قالت لـ”المدن”، إن أسعار المواد الغذائية انخفضت بشكل كبير داخل حيي الجورة والقصور بعد فتح الممر إلى تلك الأحياء وبدء دخول المواد الغذائية. سعر كيلو البندورة داخل صالة “البعث” عاد إلى 200 ليرة سورية والتفاح إلى 250، بعد أن كان سعر الكيلو منهما أكثر من 2000 ليرة في حال توافره.
وأضافت، أن استمرار دخول المواد الغذائية والصحية إلى أحياء المدينة، سيكون عاملاً مهماً لإعادة الحياة للأهالي الذين فتك بهم الجوع، بالأضافة إلى تفعيل الحركة التجارية داخل الأسواق بعدما أغُلق الكثير منها، نتيجة حصار تنظيم “الدولة” الذي دام لثلاث سنوات.
مليشيات النظام، تستمر بدورها باستقدام تعزيزات عسكرية إلى مناطق سيطرتها في مدينة ديرالزور بشكل شبه يومي، وتضم التعزيزات التي وصلت إلى المدينة عربات روسية خاصة بإزالة الألغام، وزوارق حربية ومدرعات وكمية كبيرة من الذخائر والمحروقات.
تنظيم “الدولة” يبدو عاجزاً أمام تقدم مليشيات النظام في المناطق المفتوحة من البادية، ولا خيار أمامه سوى التحصن داخل المدن والمناطق ذات الكثافة العمرانية، والاعتماد على عمليات الالتفاف والتسلل إلى نقاط تمركز القوى المعادية ومحاولة ارباك المليشيات عبر الهجوم على خطوط إمدادها في البادية أو عرقلة عملها عبر زراعة الألغام.
اترك تعليقاً