هيئة التحرير
عادياً صار الحديث عن مجلس سيتشكّل لمدينة الرقة قريباً! بل اعتاد الرقاويون على صولات وجولات مروّجي أخبار لائحة هذا الطرف أو ذاك، ليبدأ الجدال حول عمّن يدعم ويرعى ويحتضن.
ومن “جَمعة” رقاوية إلى أخرى يتناسل الحديث، وتحلو “الكراضة”، ويتفاضل المتبارون بالعشائرية حيناً والمناطقية حيناً والعائلية أحياناً، ولا يتذكر المجتمعون أن الأفضل هو صاحب الاختصاص والفكر والخبرة والقدرة، ولا يحيد كثيرون عن الانغماس في أتون الصراع، كما لا يحيد كثيرون عن البُعد تجنباً لموقف يرديه أو يصيب مشروعه، وكأنما شعار الجميع: أنا، ومن بعدي الطوفان!
فبعد “الوقفة التضامنية” التي دعا إليها زلمة “فراس طلاس” وبعض الباحثين عن دور مما سمّي “اللجنة التحضيرية”، والتي أعلن فيها عن ولادة “المجلس العسكري”، وتُوّجت ببيان يبشّر بانعقاد مؤتمر يجمع أهل الرقة، جاء لقاء “مقهى الباشا” في أورفا بين ” الهيئة ” المنشقة عن ” هيئة الترن ” بقيادة متعهد حفلات سارية السواس صاحب “الغرين لاند”، و”الكتلة الوطنية الجامعة” التي تعمل في إطاري الحسكة ودير الزور، لتبحث في “مآلات الرقة… “! ومع هؤلاء وهؤلاء تستمر أذرع المرأة ” الجوكر” تتحرك، واستطالات متكسّبي النواف تعمل، يضاف إليهم من عينتاب “تجمع أبناء الرقة” ذو العلاقات المشبوهة بقسد! والكل يدعي التمثيل الأوسع والأقدر والأجدر، والكل يزعم حيازة رضا أولي الأمر! ويتناسى الجميع حقيقة باتت ناصعة، تلك المتمثّلة بتقسيم الرقة حيازات مناطقية، ستتبع لاحقاً لقوى الأمر الواقع بعد انتهاء دور قسد.
فالصراع المحلي المتصاعد الظاهر بين الأبطال المذكورين سابقاً، والخفي بشبيحة النظام الذين بدؤوا التمركز على الأرض، ما هو إلا مقدمات لصراع إقليمي ( تركي – إيراني-سعودي )، ودولي ( روسي-أمريكي-أوروبي)، يهدف إلى وضع اليد على محافظة الرقة وتوظيف موقعها جيوسياسياً في التغيرات اللاحقة في مجرى القضية السورية المفتوح على كل الاحتمالات.
وعلى الرغم من ذلك يستمر التناحر، ويزداد التحشيد مع غياب رؤية واضحة للهدف المنشود للمتصارعين الصغار أو استطالاتهم، وكأنهم يحجزون مقعداً لدور العصا الغليظة أو العبد المأمور للقوي أو السيد القادم صاحب القرار.
يبقى السؤال الأهم: ألا تستحق الرقة مكاناً أرحب من المقاهي، ورجالاً أنضج من المأجورين، ورؤى أعمق تبحث في مآلاتها والسيناريوهات المعدة لها؟
اترك تعليقاً