
جلجلت
شهلا الحسن
جلجلت قنوات الإعلام اليوم، بخبر قتلك يا أمير المؤمنين، ويا خليفة المسلمين.. جلجلت أخبار تطاير أشلائك المتفجرة في عقر دار أمارة شقيقك الجولاني، يا أبا بكر البغدادي.. وسوف تجلجل من بعد إعلان مقتلك تغريدات ترامبية كثيرة.. سنقرأها مكرهين، ولسوف نسعد بها مكرهين، ونشيد ببطولات الـ “رامبو” الأمريكي، الذي انتصر على الأشرار أخيراً، مثلما جرت العادة أن تنتهي الحكاية في كل أفلام الكرتون البهيجة، التي ينتصر فيها الأبطال الأخيار على الأعداء الأشرار.. سنقرأها وننشدها ونستعرضها في النوادي والمجالس، لشهور ولسنوات.. وستبقى باقية وتتمدد في تاريخ أمريكا والمتحالفين الدوليين معها.
كم من روح لاقت ربها، وصعدت إلى السماء قبل أوانها، وهي غضة في ريعان الشباب، من أجل طيشك وحمقك ونزعتك الإجرامية المريضة، حتى يقال بأن دولتك ( باقية وتتمدد).. وكم من روح أزهقت لأجل بقاء دولتك التي لم يبق منها شيء!!
لا أعني أرواح المقاتلين الذين انتسبوا إلى صفوف دولتك الخرافية فحسب، ولا أرواح خصومك وأعدائك من الضحايا الذين قاتلوا جنودك وتصدوا لجنونك، بل إنني أقصد آلاف الشهداء في العراق وسورية، وأماكن أخرى في العالم العربي والإسلامي والغربي.. من الذين قتلوا على غفلة بسيارات مفخخة وهم غافلون. ومن الذين قتلوا مثل أي كومبارس لأجل استكمال فصول مسرحيتك التي تثير اليأس والحزن والقنوط.. والمتفق على إخراجها درامياً.. أسدياً.. خامينائياً.. أردوغانياً.. أوبامياً.. ترامبياً..
ذهبت يا أبا بكر، ودفنت معك أسرارك.. دون أن تخبرنا بأسرار خلطتك السحرية لغسيل أدمغة الرجال المقاتلين المنتسبين لصفوف دولتك الخرافية ! ذهبت يا أبا بكر دون أن تخبرنا بأماكن تواجد مخطوفيك من الثوار الأوائل أصحاب الكلمة الحق !! ذهبت يا أبا بكر دون أن تخبرنا بأماكن إختفاء سجنائك الأبرياء، والذين اعتقلتهم دون أي تبرير، والذين لا نعلم اليوم هل هم يحيون فوق الأرض أم تحتها !! ذهبت يا أبا بكر، وتركت مفاتيح اللغز لخليفتك الظلي، وظلال غائمة من الحقيقة عند نظيرك مظلوم عبادي. ذهبت ونحن نعلم علم اليقين، أن لك أشباه سوف تظهر مستقبلاً.. ولسوف تتطهر هذه الأرض من دمائنا حتى آخر قاطرات الجنون التي كنت تقود إحداها.. والتي نعلم أن كثيراً منها ومن أشباهها قادم، ما من ريب عندنا ولا شك.. وأننا تعلمنا منك ومن دروسك، وامتلكنا كل الاستعداد لخلفائك المقبلين والمتوقعين، حتى تتطهر هذه الأرض الطيبة من كل الأشرار والمجرمين.