الثلاثاء. نوفمبر 11th, 2025

المصدر: واشنطن بوست – washingtonpost

شوكي بيغوم زوجة وأم بريطانية أمضت 10 أشهر في الأراضي التي تسيطر عليها “الدولة الإسلامية” قالت بأن العيش فيما يسمى دولة الخلافة لم يكن “أمراً محبباً لها”.
في لقاء عُرض على القناة 4 الإخبارية البريطانية قالت الأم لخمسة أبناء والبالغة من العمر 33 عاماً بأنها ذهبت إلى سوريا في شهر أغسطس/آب من السنة الماضية للعثور على زوجها ، المعتقل السابق في خليج غوانتنامو جمال الحارث ، “لتتحدث إليه ببعض المنطق”.
ووفقاً للمذيع البريطاني فإن زوجها المولود في مدينة مانشستر ترك بريطانيا قبل 18 شهراً ليلتحق بمتشددي الدولة الإسلامية.
قالت الزوجة “إنه زوجي ، ولكن فجأة لم يكن موجوداً. لم أعد أشعر بأنه منزلي. كنت أحاول أن أرتب أمور المدرسة وغيرها ، كنت أفكر في مسقبل الأطفال ؛ هل سيكون هو جزءاً منه؟ هل سيعود؟ كل هذه الأمور تخطر في بالك..”.
من غيرالمعتاد لهؤلاء الذين تركوا المناطق التي تسيطر عليها الدولة الإسلامية ، المعروفة أيضاً بداعش ، أن يفصحوا عن الأمر ، إذ ذكر تقرير لباحثين من جامعة كينغز كولدج بلندن نُشر الشهر الفائت أن الكثير من المنشقين يبقون صامتين خوفاً من الأعمال الانتقامية ، كما يقترح التقرير بأن نشر حسابات اولئك الذين خاب أملهم في داعش قد يساعد في ردع الآخرين عن الانضمام.
بيغوم تشدد على أنها لم تكن يوماً من مناصري الدولة الإسلامية وأنها حذرت النساء الأخريات بأن المغادرة ليست بالأمر السهل حيث قالت: “هذا ما أودُّ أن أوضحة للنساء الأخريات اللاتي قد يفكرن بالقدوم إلى مناطق الدولة الإسلامية ؛ إذ لا يمكنكِ القدوم إلى مناطق داعش ومن ثم تتوقعين بأنه يمكنكِ المغادرة بسهولة. فهناك لا يوجد أي نوع من الاستقلال أبداً..”.
وعندما سُئلت لماذا أحضرت أبناءها معها بمن فيهم ابنها البالغ من العمر 4 أسابيع قالت بأن زوجها كان “رجلاً محبّاً للعائلة” وبأن أخذ الأبناء ليروا أباهم “كان يمكن أن يكون أكثر قوة من أي شيء آخر قد أقوله له في ذلك الوقت”.
وعندما تمكنت من الوصول إلى الرقة ، العاصمة الفعلية للدولة الإسلامية في سوريا ، تم إرسالها إلى بيت ضيق وآمن مع أطفال ونساء أجنبات أخريات قبل أن يُعاد لمُّ شملها مع زوجها. وتقول بيغوم: “يوجد المئات من العائلات التي تعيش في صالة واحدة وربما تتشارك حمّاماً واحداً أو حمامين ومطبخاً واحداً أو مطبخين ، ويوجد الكثير من الأطفال الذين يبكون والأطفال المرضى. هناك نوع من عقلية العصابات بين النساء ، نقاش عنيف وحديث عن الحرب والقتل. يجلسن معاً ويحتشدن حول حواسيبهنّ المحمولة ويشاهدن أشرطة مصورة لداعش ويتناقشن حولها ، وهذا لم يكن بالأمر المحبب بالنسبة لي”.
ولكنها لم تتمكن من إقناع زوجها بالرحيل ، وعندما أرادت الذهاب واجهت معركة شاقة ، إذ لم يكن زوجها متعاوناً ، وحينما كتبت للمحاكم المحلية تطلب الإذن بالمغادرة رفضوا ذلك بقولهم “إن النساء والأطفال ينتمون إلى مناطق داعش” حسبما قالت.
ثم تحولت إلى المهربين وانتهى بها الأمر في مدينة حلب السورية حيث تم احتجازها هي وأطفالها في سجن تحت الأرض لمدة ثلاثة أشهر.
يقول بلال عبد الكريم ، وهو صحفي أمريكي يعمل لقناة 4 الإخبارية ، على موقعه الخاص على الإنترنت إنه ساعد في التفاوض على إطلاق سراحها. حيث كتب ” هي وأبناؤها الآن في مرحلة التعافي من محنتهم. إنهم أحرار الأن وفي مأمن في المناطق المحررة في شمال سوريا”.
قالت بيغوم إنها متلهفة للعودة إلى المملكة المتحدة ولكنها خائفة من الملاحقة القضائية.
“أحب أن أعود إلى المملكة المتحدة فهي وطني. ولكنني لست واثقة في الوقت الراهن ، بوجود سجل حافل للحكومة الحالية ، إذا كانت المملكة المتحدة هي المكان الذي يمكنني العودة إليه وتحقيق العدالة هناك. أتمنى أن أكون مخطئة.”.

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *