Views: 118 الجانب المظلم لحياتنا الذكية – الرقة بوست-Raqqa Post

الجانب المظلم لحياتنا الذكية

من منا لا يتذكر فيلم “عين النسر” (Eagle Eye) المنتج عام 2008 من إخراج د. ج. كاروسو، وبطولة شيا لابوف وميشيل موناغان، حيث يتحدث الفيلم بطريقة دراماتيكية عن قيام الحكومة الأميركية بإنشاء منظومة تجسس إلكترونية متطورة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وهدفها التجسس على البشر في كل حركة يقومون بها في أي مكان وزمان.

النور والعتمة

يبدو أن ما كان خيالا علميا أصبح واقعا عمليا الآن؛ فلقد جعلت التكنولوجيا الحديثة حياتنا أسهل بكثير مما كان عليه الأمر في السابق، فنحن جميعا نستخدم الهواتف الذكية وأجهزة الحاسوب المحمولة، ونشاهد الأفلام ومقاطع الفيديو عند الطلب متى أردنا ذلك، ونشتري تقريبا أي نوع من المنتجات عبر الإنترنت، بل ونلتقي أصدقاءنا وزملاءنا في عوالم افتراضية، لكن هذه الراحة لها جانبها المظلم أيضا.

ويسمى هذا “الجانب المظلم” الرقابة الجماعية، حيث يجري استخدام التكنولوجيا نفسها التي تجعل حياتنا أسهل وأكثر راحة لمراقبتنا في كل خطوة نخطوها تقريبا، وذلك من خلال دمج الرقائق الدقيقة والذكية في كل أداة أو جهاز نستخدمه، هذا فضلا عن كاميرات الشوارع التي تسجل حركة سياراتنا التي هي أصلا حواسيب تمشي على عجلات، إضافة إلى تقنيات التعرف على الوجوه حتى في الصور منخفضة الجودة، ويحدث كل هذا في الوقت الذي يقوم فيه الذكاء الاصطناعي بتحليل كافة بياناتنا الشخصية التي جمعتها هواتفنا الذكية التي نحملها معنا طوال اليوم.

هل أصبحت التكنولوجيا الحديثة وما تحمله من بيانات ضخمة وقدرات تحليلية هائلة “الأخ الأكبر” الذي يبقينا تحت الرقابة المستمرة؟ وكيف يؤثر ذلك على حياتنا؟

إن معلومات وبيانات أي شخص هي بيانات مهمة وذات قيمة عالية حتى لو كان ذلك الشخص لا يعتقد ذلك، مثلا هل كنت ستتصرف بالطريقة نفسها مع أحد المقربين لك لو كنت تعرف أن هناك شخصا ثالثا يراقبك ويشاهد ويسمع كل ما تفعله وتقوله؟

توقع العلماء المشاركون في البحث أن تقوم شركات تصنيع الهواتف الرئيسية بمشاركة بعض البيانات والاتصالات مع مطوري نظام التشغيل “أو إس” (OS)، لكن حجم البيانات التي تمت مشاركتها ونقلها كان أعلى بكثير مما كان متوقعا، وهو الشيء الذي صدمهم بعمق.

فحص الباحثون أنظمة التشغيل (OS) التي طورتها كل من شركات “سامسونغ” (Samsung) و”شاومي” (Xiaomi) و”هواوي” (Huawei) و”ريلمي” (Realme) و”لينيج أو إس” (LineageOS) و”إي/أو أس” (e/OS)، وبحث الفريق في البيانات التي تجمعها هذه الأجهزة وتنقلها، وركزوا في بحثهم على الحالات التي لا يتوقع خلالها المستخدم أن يتم تعقبه أو التجسس على ما يفعله، مثلا حين يكون الهاتف في وضع الخمول.

The Google logo is seen on the top of its China headquarters building behind a road surveillance camera in Beijing January 26, 2010. Chinese state media stepped up their war of words with the United States over Internet control on Tuesday, with a top newspaper claiming a U.S. conspiracy and saying China can live without Google. This logo has been updated and is no longer in use. REUTERS/Jason Lee(CHINA - Tags: BUSINESS POLITICS SCI TECH)
يمكن لتطبيقات “جي بي إس” أن تخبر الشركات أين ذهبت ونوع وسائل النقل التي تستخدمها (مواقع التواصل)

التطبيقات ترصد كل شيء

تحتل التطبيقات نصف مساحة هواتفنا، ويمكنها أن تخبر الكثير عن المستخدمين، وترصد كافة اهتماماتنا وحركاتنا. مثلا، يمكن لتطبيقات الصحة العقلية أن تخبر المعلنين عن مشاعرنا، ويمكن لتطبيقات “جي بي إس” (GPS) أن تخبر الشركات أين ذهبت ونوع وسائل النقل التي تستخدمها. إنها كلها بيانات حساسة للغاية، ومع ذلك تقوم شركات مثل غوغل وسامسونغ وشياومي وهواوي بجمع معرفات الأجهزة طويلة العمر ومعرفات الإعلانات القابلة لإعادة تعيين المستخدم، وتشاركها مع المطورين والمعلنين من دون معرفة أو موافقة المستخدمين.

يقول البروفيسور دوج ليث (أحد المشاركين في البحث) “أعتقد أننا فقدنا تماما السيطرة على عملية جمع البيانات الهائلة والمستمرة عنا بواسطة هواتفنا.  وخلال البحث ركزنا بشكل كبير على ملفات تعريف الارتباط على الويب “كوكيز” (cookies) والتطبيقات ذات السلوك السيئ، ونأمل أن يكون عملنا جرس إنذار للجمهور والسياسيين ورجال القانون. وهناك حاجة ماسة لاتخاذ إجراءات هادفة وصارمة لمنح الناس سيطرة حقيقية على البيانات في هواتفهم”.

وربما يقول أحدهم إن ما تقوم به هذه الشركات شيء غير قانوني. حسنا، إن هذا القائل لم يقرأ المطبوعات المكتوبة بأحرف دقيقة جدا التي من الصعب على عيون البشر قراءتها، الخاصة بشروط استخدام هواتفهم، لقد غطت شركات التكنولوجيا الضخمة نفسها، وفي هذا العالم المجنون تعد البيانات دولارات، وهي كل ما يهم هذه الشركات.


Posted

in

by

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »
best microsoft windows 10 home license key key windows 10 professional key windows 11 key windows 10 activate windows 10 windows 10 pro product key AI trading Best automated trading strategies Algorithmic Trading Protocol change crypto crypto swap exchange crypto mcafee anti-virus norton antivirus Nest Camera Best Wireless Home Security Systems norton antivirus Cloud file storage Online data storage