#Syria #Russia #ISIS
#الرقة_بوست
أحد أهم الأسباب في انخفاض تكلفة تدخل روسيا ربما يعود إلى أنّ طائراتها لم توظف أسلحة متقدمة جدا وغالية الثمن في ضربها لأهدافها كما تشير بعض الدراسات الاستراتيجية. فأغلب القذائف المستعملة قديمة مخزونة منذ أيام الاتحاد السوفيتي. أما الصواريخ التي أطلقتها الفرقاطات الروسية من بحر قزوين على مواقع “داعش” فتصل كلفة الصاروخ الواحد منها إلى نحو 1.2 مليون دولار. أي أن تكلفة ما أطلقته روسيا من صواريخ في هذه العملية التي كانت أشبه باستعراض قوة، وصلت الى حوالي 36 مليون دولار. وفي هذا السياق يقول المحلل الإستراتيجي يوري بارمين في حديث معDW عربية “تكاليف التدخل الروسي، حسب مصادر رسمية، جاءت ضمن تكاليف التدريبات العسكرية. فبدلا من إطلاق النار في مناطق التدريب في طاجيكستان، تستعمل الذخيرة في سوريا في الحرب على داعش“.
الصواريخ الاستعراضية قد تصيب الاقتصاد الروسي!
سوق السلاح مزدهر في الشرق الأوسط، ” فالشركات المنتجة بدأت تبيع أكثر من السابق” كما يقول العميد المتقاعد ناجي ملاعب. وبعكس شركات السلاح الغربية فإن شركات السلاح الروسية لا تقارن من حيث حجم الإنتاج والموارد بنظيرتها الغربية، رغم أنّ مواردها تشكل حوالي 20 بالمائة من حجم الدخل القومي الروسي. فقد بلغ حجم الصادرات العسكرية الروسية للعام الماضي نحو 15.5 مليار دولار. ومع ذلك فإن هذا المبلغ قد لا يشكل رقما كبيرا في وقت انخفضت فيه أسعار النفط بشكل ملحوظ ، وتعرضت فيه روسيا إلى ضغوط دولية أدت إلى خفض قيمة الروبل بشكل كبير. بجانب ذلك تحاول الحكومة الروسية معالجة الوضع الاقتصادي وتغطية إنفاق الدولة من خلال تخفيض الرواتب والرواتب التقاعدية للموظفين. لكن بارمين يرى أنّ الاقتصاد الروسي لن يتأثر بالحرب في سوريا، مبينا بالقول: “لا يمكن المقارنة بين ما يجري قرب دمشق وبين الحرب في شرق أوكرانيا التي تستدعي دعما ماليا روسيا كمساعدات اجتماعية للجزء الشرقي من أوكرانيا، والذي يكلف روسيا أكثر من حربها في سوريا”، حسب تعبيره.
شركات السلاح الروسية بدورها، تعاني من العقوبات الاقتصادية التي طالت روسيا بسبب الأزمة الأوكرانية، بعكس شركات السلاح الأميركية التي تعيش أفضل أيامها. العميد ناجي ملاعب يشير إلى انتعاش سوق السلاح في المنطقة ويقول “عندما هددت واشنطن بقصف سوريا عام 2013 بصواريخ توم هوك، ارتفعت أقيام أسهم الشركة المنتجة له وهي شركة Raytheon إلى 10 بالمائة. وهناك عقود لإنتاج سلاح والتزود بالسلاح في الشرق الأوسط تجعل شركات إنتاج السلاح الأميركية والغربية في أفضل حالاتها“.
بيد أن التدخل العسكري الروسي في سوريا يمكن أن يعود بالنفع على شركات الأسلحة الروسية أيضا. فسوق السلاح الروسي بحاجة إلى زبائن جدد في الشرق الأوسط الذي يعيش دوامة حروب وصراعات عسكرية قد لن تنتهي في المدى المنظور، والعمليات الروسية تمثل دعاية للسلاح الروسي. حتى إطلاق صواريخ كروز ( الروسية العابرة للقارات) من الفرقاطات في بحر قزوين، يري فيه يوري بارمين دعاية للسلاح الروسي. ويعتقد أنه على المدى البعيد سيكون لتدخل الكرملين في سوريا فائدة جمة تعود على شركات السلاح الروسية.