#Syria #Russia
#الرقة_بوست
وفق استراتيجية عنوانها “الحرب ضد الإرهاب”، تستمر الحملة الجوية الروسية منذ آخر الشهر الماضي. تريد موسكو تكريس الوضع القائم ومنع إسقاط النظام عبر تغيير ميزان القوى وفرض ما يسمى حل سياسي ملائم لتصورها.
بيد أن هذا الرهان ينطوي أيضا على مغامرة غير محسوبة النتائج في نزاع استهلك الكثير من المبادرات الدبلوماسية ويبدو من الصعب الوصول إلى الحسم العسكري فيه.
يقول مصدر روسي أن ” الفشل ممنوع” في الحملة العسكرية وعندما نسمع هذه العبارة نتذكر تهويل بوتين باستخدام السلاح النووي في شبه جزيرة القرم، لكن هذا التهويل الآن يهدف في المقام الأول لثني واشنطن – كما فعلت حتى الآن – في منع إيصال الصواريخ المضادة للطائرات إلى الساحة السورية.
في الإطار الجيوسياسي الاوسع، يعتبر اختبار القوة حول سوريا حيويا بالنسبة لدور روسيا وموقعها في الساحة الدولية، وكذلك بالنسبة للقيصر الذي أخذ حلف شمال الأطلسي يلامس حدوده، والذي لم يتوصل لتطويع أوكرانيا والذي يعاني اقتصاد بلاده من ارتدادات سياساته.
يصعب على بوتين التسليم بأي خسارة وهو يستفيد من عدم وجود ند دولي ليقارعه على الساحة، ولذا يعود إلى منطق الحرب الباردة والتدخل على الطريقة السوفياتية ويتلازم التصعيد الميداني مع إصرار روسيا على قراءتها لاتفاق جنيف1 وتطلب بالمختصر أن توافق المعارضات السورية على قبول حل سياسي لا يمثل أي انتقال فعلي للسلطة.
لكن ما بين الطموحات والسقف العالي، وبين مجريات الصراع ونتائجه، يمكن التشكيك بإمكانية تحقيق موسكو لأهدافها المرسومة، لأن عملياتها حتى الآن لم تحدث تغييرا نوعيا ولأن قدرتها على الاستمرار طويلا ستزداد صعوبة. ولذا فإن عدم نجاح لقاء فيينا الرباعي في 23 أكتوبر الجاري في بلورة خريطة طريق للحل السياسي، يعني أن المأزق أخذ يرتسم أمام الإستراتيجية الروسية.
وربما على المدى المتوسط خاصة إذا بدأ الاستنزاف ضد الحملة الروسية ، قد يضطر سيد الكرملين للتخلي عن شخص رئيس النظام والتركيز على المصالح العليا لروسيا.
في حال وقف القتال وبدء تسوية سياسية يمكن أن تتكرس بداية نجاحات القيصر الجديد في الشرق الأوسط ما بعد العصر الأمريكي. لكن احتدام الاستقطاب الإقليمي والدولي لا يبشر بنضوج التسوية .