الرقة بوست ـ أخبار
راجت خلال الآونة الأخيرة في مُدن وبلدات الريف الجنوبي للعاصمة السورية – دمشق تجارة الحشيش والحبوب المخدرة بشكل كبير، إذ ان النظام السوري عمل من خلال قادة أحد التشكيلات العسكرية التابعة للمعارضة المسلحة التي أبرمت معه اتفاق «تسوية» في وقت سابق على إغراق المناطق المهادنة معه بكافة أصناف المخدرات، لتصبح هذه التطورات الحديث الشاغل في الشارع السوري بتلك المناطق.
هذا ما يدعيه القيادي في المعارضة السورية المسلحة «أبو اليمان»، اذ أكد إدخال الحبوب المخدرة وكافة أنواع الحشيش من المدخل الوحيد الواصل بين الجنوب الدمشقي والعاصمة دمشق بشكل رسمي برعاية النظام السوري من خارجه، وبتصرف لواء «شام الرسول» منذ لحظة دخول تلك المواد وحتى بيعها بين المدنيين.
وقال «أبو اليمان» لـ «القدس العربي» خلال اتصال معه، بعد انحسار الدعم المالي المقدم للواء «شام الرسول» التابع للمعارضة السورية المسلحة في الأيام الأخيرة، اعتمد قادته على معبر «سيدي مقداد» وهو المعبر الوحيد مع النظام في بلدة «ببيلا» جنوب دمشق لتمرير الحبوب المخدرة ومادة الحشيش بشكل كبير للغاية، على حد وصفه.
واستطرد قائلاً: «يتم إدخال هذه الحبوب والمواد عبر عدة طرق منها، وضع الحبوب المخدرة وأخواتها داخل عبوات المواد الغذائية التي تدخل البلدة، أو عن طريق سيارات مخصصة للواء «شام الرسول» لا يتم تفتيشها مطلقاً، أو في سيارات تابعة للجنة المصالحة في الجنوب الدمشقي، إضافة إلى تعاون وتجارة بين ضباط النظام السوري وقيادات من «شام الرسول» على المعبر.
وأشار المصدر، إلى تورط عدة شخصيات مدنية وعسكرية بأعمال تجارة وترويج الحبوب المخدرة ومواد الحشيش في الجنوب الدمشقي مثل القياديين في لواء «شام الرسول» أبو صطيف قداد، وأبو علي التاتو»، إضافة إلى أحد اخوة شيخ المصالحات في المنطقة صالح الخطيب، إذ إن الأخير يعمل على في تجارة حبوب «الكبتاجون، وحبوب الحشيش»، وفي غالب الأوقات يتم بيع هذه المواد للمدنيين وعناصر من المعارضة السورية المسلحة بأسعار غالية جداً.
وقال الناشط الميداني صهيب الشامي لـ «القدس العربي» خلال اتصال معه: «قبل أيام صادر ضباط من النظام السوري على المعبر حمولة كبيرة من الحبوب المخدرة والحشيش لأسباب مجهولة قبل دخولها إلى جنوب دمشق، ليتبين فيما بعد بأن هذه الحمولات عائدة لقيادات في «شام الرسول»، وتمت مصادرتها لأسباب ما زالت غامضة.
وأوضح أن هذه التجارة المنتشرة بشكل غير مسبوق، تدخل مدن وبلدات الجنوب الدمشقي بطرق شرعية عبر المدخل الوحيد للمدينة، وتتفرد قيادات من لواء شام الرسول بتجارتها، في حين لم تستطع حركة أحرار الشام الإسلامية إيقاف هذه الأعمال رغم تواجد عناصرها على المعبر الوحيد الرابط بين الجنوب الدمشقي وقلب العاصمة دمشق، رغم محاولتهم أكثر من مرة إيقاف تدفق هذه المواد إلى داخل الجنوب المحاصر.
ونقل الشامي والقائد العسكري أبو اليمان حالة من السخط والغضب تسود أوساط الأهالي المحاصرين في مدن وبلدات الجنوب الدمشقي من ظاهرة انتشار المخدرات بشكل كبير، بسبب إقبال الشباب والفتيان على تعاطيها، في ظل غياب أي مقومات حقيقية لمحاربة هذه الأعمال التي من شأنها حرف الشباب من مدنيين ومقاتلين، وازدياد حالة التفكك الأسري