معبد الحسون 

هل سمعت بالروائي اليوناني ” نيكوس كا زانتزاكيس ” ..؟

هل سمعت بروايته الشهيرة : ” زوربا اليوناني ” ..؟ أو بروايته : ” المسيح يصلب من جديد ” ؟

(( أنت لا تستطيع أن تقهرالموت، ولكنك تستطيع أن تقهر خوفك منه ))… ذلك ما قاله كا زانتزاكيس مرة ..

الكاتب والفيلسوف اليوناني نيكوس كازانتزاكيس ولد سنه1883وتوفي سنه1957 ، ومن اهم أعماله (زوربا اليوناني) ،(الأخوة الأعداء) ،( المسيح يصلب من جديد) ,(الإغواء الأخيرللمسيح) ..وروايات أخرى رائعة .. لكن أكثر ما اشتهر لكازانتزاكيس هي رواية ” زوربا ” في الحقيقة ، وعلى كل محب للأدب أن يقرأها لروعتها ..هذا تعريف مستعجل قليلاً يعرف بها ويقدمها ، رغم أنها لا قت نبوغاً وذيوعاً فترة الستينات والسبعينات بعد ترجمتها للعربية .

” زوربا اليوناني ” هي أروع روايات كازانتزاكيس ،وواحدة من أهم أسباب شهرته العالمية التي اكتسبها . ولقد تم تحويلها إلى فيلم سينمائي من بطولة الممثل الشهير(أنتوني كوين) ،فازعنها بالأوسكار .

كثيرٌ من القراء ـ ومن الناس عموماً ـ لايحبون كتب الفلسفة لصعوبتها ،ولكن رواية زوربا هي فلسفة بسيطة من بدايتها إلى نهايتها ، تتحدث عن رجل أوربي يريد استثمار أمواله في أحد المناجم ، وهناك يلتقي بشخص أميّ اسمه ” زوربا ” ،يساعده في مشروع استثماره ذاك ,غير أنهما  يفشلان ,لكنهما يشعران أن أحدهما يكمِّل الآخر ,زوربا ، حين يفرح وحين يحزن ، لا يواجه الفرح والحزن إلا بالرقص .. أجل بالرقص .. فهو يرقص رقصته الشهيرة عندما يفرح وعندما يحزن .. يرقصُ إلى حد الإغماء .. رغم أنه لايقرأ ولا يكتب ، فهو فيلسوف في مدرسة الحياة ، ولم يقرأ إلا كتاب الطبيعة والواقع والإنسانية جمعاء ..
يقول زوربا لشريكه:(إن كل ما يحدث في هذه الدنيا خطأ وظلم .. لماذا يموت الشباب ويبقى العجائز المحطمون على قيد الحياة ؟! لماذا يموت الأطفال ؟ كان لي مرة ابن اسمه ديمتري ، وقد فقدته وهو في الثالثة من عمره وذلك ما لن أغفره للسماء ما حييت ) .
ومن فلسفات زوربا مخاطباً شريكه.. (أيّها الرّئيس: إنّك – أستميحك عفواً – إنسان يهتمّ بأصغر هموم الآخرين .. إنّك إذا وجدت قملة إلى جانب لحافك أيّام الشتاء فإنّك تضعها تحته كي لا يصيبها برد. فكيف تستطيع أن تفهم لصَّاً هرِماً مثلي ؟ إنني لو وجدت قملة لسحقتها. ولو وجدت خروفاً لحززت عنقه ، وتلذّذت بأكله مع الرّفاق . قد تقول لي: إنّ هذا الخروف ليس لك. إنّني أعترف بذلك. لكن دعنا، أيّها الأخ، لنأكله في البدء ، وبعد ذلك نتحدّث ونتناقش بكلّ هدوء عمّا هو ملكك وعمّا هو ملكي . إنّك تستطيع أن تتكلّم قدر ما تشاء، بينما أنا منهمك في تنظيف أسناني بعود ثقاب ) .
يذهب زوربا الى المدينه لشراء خشب للمشروع ، ثم يدخل حانه ، فتُهينه إحدى المومسات ,فيصرف المبلغ كله متباهياً في الحانه ..ويكتب لشريكه : (لقد دافعت عن رجولة كل الرجال في العالم أيها الصديق ) .
زوربا عنده جواب لكل سؤال ،وهو يعرف الحياه ويفهمها أكثر من شريكه الغني ..إنه  دائماً سعيد ومرتاح ,وللعلم ..فزوربا شخص حقيقي التقاه (نيكوس كازانتزاكيس) وقرر أن يكتب رواية عنه ..
تم ترشيحه لجائزة نوبل ، ولكن الفرنسي (ألبير كامو) فاز بها بفارق صوت واحد..وقد كتب (كامو) بعد ذلك : (إن نيكوس أولى بالجائزه مني )..
معبد الحسون ـ خاص بالرقة بوست : بعيداً عن السياسة