الأثنين. نوفمبر 17th, 2025

معبد الحسون ـ (خاص بالرقة بوست) :

ولدت الروائية التركية العالمية أليف شافاق في مدينة ستراسبورغ الفرنسية عام 1971 ، والتي تعد واحدة من افضل الروائيين المعاصرين ، لأبوين هما الفيلسوف ” نوري بيلغين ” و ” شافاق أتيمان ” ، التي أصبحت دبلوماسية فيما بعد . انفصل والدها عندما كان عمرها عامًا واحدًا ، فربتها أمها. وتقول الكاتبة إن نشأتها في عائلة لا تحكمها القوانين الذكورية التقليدية كان له كبيرالأثرعلى كتابتها. وتستخدم الكاتبة اسمها الأول واسم أمها كاسم أدبي توقع بها أعمالها ..

أمضت طفولتها وصباها متنقلة بين مدريد وعمان وكولونيا قبل أن تعود إلى تركيا، وهاجرت إلى الولايات المتحدة لتواصل دراستها أولاً، ثم بعد ذلك لتشغل منصب أستاذة محاضرة في مادة الدراسات والأجناس في جامعة أريزونا ؛ تحمل شفق شهادة البكالوريوس في العلوم السياسية من جامعة الشرق الأوسط التقنية في تركيا كما تحمل شهادة الماجستير في “الجندر والدراسات النسوية” ،والدكتوراه في العلوم السياسية من الجامعة ذاتها. نالت عن أطروحتها لنيل الماجستير في موضوع الإسلام، والنساء، والتصوف ” جائزةً من “معهد علماء الاجتماع ” . تزوجت سنة 2005 من الصحافي التركي (أيوب كان) ،وأنجبت منه طفلين ، أسمت ابنتها زيلدا على اسم زيلدا فيتزجرالد، وأسمت ابنها على اسم الزاهر، بطل إحدى قصص بورخيس .^0ADF925A84E33A1AFDA8E4F06AFFA14E9566A9FF5B327614A1^pimgpsh_fullsize_distr

تقول أليف شافاق في خلال حديثها عن ” محيى الدين بن عربي ” ( لقد اعتاد أن يقول : سأبحث عن دين الحب أينما سواءً كان عند اليهود أوالنصارى أو المسلمين ، إن الأصوليين يتّبعون دين التخويف ، وإن روايتي ” قواعد العشق الأربعون ” تتبع نظرة ثاقبة ؛إن الصوفي المسلم يتبع دين الحب تماماً ، مثلما قال ابن عربي ،فلا يوجد دين أرقى من دين الحب )..( فشهادته شهادة إنسان ،وغيبه إله ،مثل أبي يزيد يزيد البسطامي ..فالعالم صورته وهو روح العالم المدبر له ، فالله لا يقبع في السماوات العالية بل يقبع في داخل كل منا ،لذلك فهو لا يتخلى عنا إلا إذا تخلى نفسه ، وذلك هو المستحيل ؛فكيف له أن قال : { إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني} ..؟ وما دام الخالق قد قال :{يد الله فوق أيديهم} ، فقد أعلن أن أيدينا هي يديه ..وكما قال جلال الدين الرومي } .

في مطلع روايتها ” لقيطة استنبول ” ، تستهل الدخول بالقول : ( لا يجوز أن تلعني أيَّ شيء يهطل من السماء ، حتى لو كان مطراً غزيراً..فمهما كان المطر غزيراً ، ومهما كانت السماء ملبدة بالغيوم ،ومهما كان الجليد يكسو سطح الأرض ، لا يجوز أن تتلفظي بكلمات نابية لأي شيء تخبئه لنا السماء . الجميع يعرفون ذلك .. )

إنها التركية الأشهر بين الكاتبات عالمياً ،حيث تكتب بالإنجليزية والتركية، وتترجم أعمالها الأدبية لأكثر من 30 لغة، وقد شغلت إليف نفسها بالكتابة عن الصوفية ومشاعرها الندية؛ سعياً منها لنشر روح المحبة والتسامح والتقرب من الله، وقد حصلت روايتها الأولى Pinhan أي «الصوفي» على جائزة رومي لأفضل عمل أدبي في تركيا عام 1998، أما روايتها الثانية Şehrin Aynaları أي «مرايا المدينة» فتتحدث عن التصوف عند المسلمين واليهود في خلفية بحر متوسطية في القرن السابع عشر، وحصلت روايتها Mahrem أي «النظرة العميقة» على جائزة اتحاد الكتاب التركيين عام 2000، وحققت روايتها التالية Bit Palas أي «قصر البرغوث» أعلى نسبة مبيعات في تركيا، وتبعها كتاب Med-Cezir أي «المد والجزر»، وتناقش فيه قضايا حول مكانة المرأة والرجل والجنس والذهن والأدب، وفي عام 2006 أصدرت رواية The Bastard of Istanbul «لقيطة اسطنبول» باللغة الإنجليزية، وحققت أعلى المبيعات في تركيا، أما روايتها الأكثر شهرة عالمياً فهي «قواعد العشق الأربعون» Forty Rules of Love، والتي نسجت فيها قصتين متوازيتين رغم اختلاف أزمانهما ببراعة عالية ما بين شخصية إيلا وعائلتها التي تعيش في ولاية ماساشوستس في الزمن الحاضر عام 2008 تحديداً، والثانية في القرن الثالث عشر ميلادي، حيث يلتقي الدرويش الذاهل والطواف، شمس الدين التبريزي، بتوأمه الروحي مولانا جلال الدين الرومي، وقد نسجت «القواعد الأربعون» ضمن أحداث الرواية لتصبح الأكثر شهرة ومبيعاً حول العالم، ولتحصد العديد من الجوائز.

23/1/2016

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *