اديب البردويل
لاداع لان تثار الدهشة اذا ما كان غياب المعارضة السورية ملحوظا , أو أن حضورها متناثر على سطح / وحول الثورة وذلك لاسباب عديدة اهمها . —: الوحشية الـمرعبة التي مارستها عليها سلطة آل الأسد وعصابتها علـى مدى قرابة النصف قرن. —-: الشارع الذي كان ومازال بعيداً عنها, هو ذاته الذي خرج يواجه اعتى ديكتاتورية واحقرها عرفتها الأرض, يـبحث عن آدميته التي حطمتها له المافيا الأسدية وسلبته اياها, خرج وهو يعرف جيداً المصيبة الكبرى التي سيواجهها بلا سلاح ولا حزب ولا مثقفين ولا ايديولوجيات. —- : شرذمة وضعف المعارضة السياسية والمثخنة بالجراح نتيجة توغل القهر والإستبداد فـي النفس البشرية المجتمعية السورية ، حيث شارك ذلك تغرب المعارضة عن مجتمعها بتجفيف اية حاضنة او بيئة اجتماعية للعمل السياسي , نتيجة استفحال القمع والبطش الذي كانت مهمته وغايته اغتيال وافتراس روح التطلع أو حتى التساؤل ، وسحق أية جذوة للمقاومة وقول الحق ، بمحاذاة نشر الفساد وتفعيله علـى أنه الطريقة الوحيدة للعيش ، حتى أصبح السارق هو الشاطر , والمحتال هو المثقف بالكّذب وتسخيف كل ماهو وطني وأخلاقي ، والإستهزاء بمن يحاول أن يتحدث بهذه المعاني ، واصبح نهب الوطن يشكل الشهوة الوالغة في نخر عقلية كل فئات المجتمع , وخاصة المتعلمة منها حيث تكون فـي الأمكنة الأكثر إغواءاً والأقدر علـى تحقيق السقوط الإجتماعي . فالسرقة بعد أن كانت تهمة أخلاقية ووطنية صارت تعبيراً عن قدرة تدبير الحال ، وتدل علـى قوة وصوليته فـي السلطة ، فكلما كانت السرقة كبيرة كان صاحبها مقرباً أكثر إلـى كبير المافيا السورية الحاكمة ،؛ كل ذلك أدى إلـى إقصاء الحركة السياسية وإنهاء مفهوم السياسة من المجتمع ، مما جعل العمل السياسي مرفوضاً سلطوياً وعبئاً ثقيلاً ومخيفا جعل الناس تهرب منها ومن أهلها ، فانتهت الأحزاب السياسية وخاصة { العلمانية } منها إلـى غربة قاهرة وضياع لا حدود له . كل ذلك ، مضافاً إلـى ماتـحمله المعارضة نفسها من إصابات ذاتية وبعضها بالغ ، لا لأنها تكوّنت من طينة هذا المجتمع المتخلف فحسب ، بل لأنها إنفصلت عنه ، أو قل طـُردتْ منه ، كل هذا قد لعب دوراً حاسماً في ما نشهده من خلافات وضمور للوعي بين مكونات العمل السياسي السوري من جهة ، وما تكشفت عنه من عجز تعانيه علـى كل الأصعدة ، حيث وضعتها الثورة أمام مستحقات وطنية كبيرة ، لاحول ولا قوة لها عليها ، فَتَلَمْلمَ من هنا ومن هناك مايشكل معارضة ليست علـى مايرام تنظيمياً وسياسياً وفكرياً ، ….يتبـــع …
الثورة السورية والمشارط الآيدولوجية ـ 1 ـ