خاص – الرقة بوست
قرية ” مشرفة البوجامس ” ،أيام تحرير منطقة تل ابيض من تنظيم داعش ،ومع بدء دخول القوات الكردية ولواء ثوار الرقة إلى المنطقة ، الأمر الذي تسبب بنزوح أهالي المنطقة بسبب الاشتباكات والقصف ؛وعند عودة بعض الأهالي إلى منازلهم تعرضوا للاعتقال من قبل مليشيات الـ “بي ي دي” ،والتي شنت حملة اعتقالات تعسفية ومتكررة ..
ولقد روى شهود من أبناء المنطقة أنهم كانوا يعتقلون الشباب والكبار المسنين لفترة من الزمن ،ثم يطلقون سراحهم ،ثم يعاودون اعتقالهم ،والتهمة الجاهزة طبعاً ،والتي كانت تلفق لهم ،كانت هي انتسابهم لتنظيم داعش .لم يكن أسلوب الإعتقال ،كما تحدث أغلب أهالي منطقة “البوجامس” ، بسبب انتمائهم لتنظيم “الدولة الإسلامية”داعش ،بل كانت بواعثه الحقيقية انتقامية مجردة،فالأمر لم يكن يتجاوز موضوع الإهانة والإذلال الذي كانت تقوم قوات الـ”بي ي دي” من تنكيل وإلحاق الإهانات بالأهالي .لا بحق الرجال فحسب ،بل حتى بحق النساء أيضاً .
ــ (أ.ح) عمره 65 عاماً ،اعتقل عده مرات وأفرج عنه .
ــ ابنه خ عمره 16 عاماً ،هو أيضاً اعتقل عدة مرات ،ونقل إلى تل أبيض ،و لايزال معتقلاً لدى المليشيا المذكورة حتى الآن ،مع أن تاريخ آخراعتقال له كان في 13-12-2015 .
ــ (ع. أ) 55 عاماً .
ــ وشقيقه (م .أ) 52 عاماً .
وابن هذا الأخير (ج .م.) الذي يبلغ من العمر 18 عاماً .
ولقد كانت التهم الموجهة لهم هي نفس التهمة المعتادة :انتسابهم لتنظيم”الدولة الإسلامية” داعش ؛وكانوا يتعرضون للتعذيب والصعق بالكهرباء لنيل اعتراف منهم انهم ينتمون للتنظيم ، وقد أفرج عنهم بعده فترة وتكرر اعتقالهم أيضاً ،ومايزالون يتعرضون للاعتقال حتى الآن ..
ــ (م.خ) 30 عاماً ،وهو مهندس اعتقل لمدة شهرين ،وتعرض أيضاً للتعذيب .
ــ (م .ح) 20 عاماً ،وقد اعتقل 24 يوماً وتعرض لكافة أنواع التعذيب .
ــ وشقيقه (أ.ح) عاماً ،مع أن معظم المذكورين كانوا عمالاً في تركيا ،وقد عادوا إلى بيوتهم بعد تحرير مدينة تل أبيض من التنظيم .
ــ (أ.م) ،وهو شاب عمره 21 عاماً ،عامل في تركيا ؛ وأثناء رجوعه من إجازته وعودته إلى تركيا ،تم اعتقاله وسوقه من قبل الأسايش ،ولنفس التهمة ،وهي انتماؤه لنظيم “الدولة الإسلامية” داعش ،مع تعرضه للتعذيب والضغط على جميع المعتقلين بكافة الوسائل ،للإدلاء بمعلومات عن داعش ومعلومات عن الجيش الحر .
كانت النساء اللائي التقت بهن الرقة بوست يتحدثن في منتهى الرعب وهن يدلين بتلك التصريحات ،وذلك خوفاً من أن يعود عناصرالـ “بي ي دي” لاعتقالهن ، أو اعتقال أحد أقربائهن من جديد .وكانوا في القرية يتحدثون جميعاً عن حادثة حدثت لهم مؤداها يقوم على جمع كل رجال القرية من الشباب وكبار السن ،وإيقافهم لصق الحائط بعد إخراج النساء والأطفال من منازلهم ،لمشاهدة كيفية إهانة رجالهم أمام أعينهم ،وبالطبع حال توجيه الأسلحة النارية المسددة ناحية رجال القرية .يرافق ذلك كله ركلهم بقسوة وتوجيه الإهانات والشتائم ،وعند صراخ أو اعتراض أية سيدة كان المسلحون يقومون بتوجيه السلاح إليها .
منطقة البوجامس تبعد 3كم عن تل أبيض ،وهي تتعرض بشكل يومي للتهديد والمداهمات والاعتقالات من قبل الأسايش ،حتى بات الأهالي يخافون من مجرد الذهاب للوصول إلى تل أبيض .بات معتاداً بشكل شبه يومي أن تداهم قوات الأسايش القرية ليلاً ،وأن تقوم بخطف الشباب دون الرجوع إلى أي مرجعية قانونية أو تصرف قانوني ، ولو شكلاً ،في أساليب الاعتقال تلك .
وهذا حال تلك القرية حتى الآن ،ومنذ أكثر من أربعة شهور .لقد اعتادت على الوحدات الكردية التي تداهم القرية كل فترة ،وتطوق المنطقة كلها ب”الدوشكات” و”الرنجات” و”رشاش البي كي سي” لترهيب الأهالي بقي أن نذكر أخيراً بأن هذه المنطقة نفسها قد تعرضت لنفس أنواع الاضطهادات من قبل تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش سابقاً ، حين كان يبسط قوته على المنطقة .
فيما لاتزال قرية “السكرية” و”الثورة” ؛تتعرضان لإرهاب الوحدات الكردية من انتهاكات واعتقالات وإذلال ،لكن لا أحد يستطيع الوصول لهما ،معزولتان عن العالم ،تعيشان المعاناة بصمت مطبق .