الأثنين. نوفمبر 17th, 2025

منهل باريش

فجّر “انغماسي” من تنظيم “الدولة الإسلامية” نفسه بعربة مفخخة، عند المدخل الشمالي لبلدة خناصر، ظهر الثلاثاء، ليعقبه بدء اقتحام عناصر التنظيم للبلدة، من الجهة الشرقية والشمالية.

وكان مقاتلو تنظيم “الدولة الإسلامية”، قد شنوا منذ ليل الأحد، هجوماً مباغتاً على طريق أثرية–خناصر، على أطراف البادية السورية. والطريق يصل بين مدينتي حماة وحلب، مروراً بالسلمية، ويُعتبر خط الإمداد الأهم لقوات النظام وحشد المليشيات الشيعية في هجومها على حلب وأريافها.

وقام مقاتلو التنظيم بهجمات متزامنة على نقاط متعددة، بينما هَدَفَ هجومهم الكبير للوصول إلى بلدة خناصر، وهي تقع إلى الشرق من المنطقة الممتدة بين سبخة الجبول شمالاً وجبل شبيث جنوباً. وتمكن التنظيم من فتح ثغرة كبيرة في المنطقة، مستفيدين من وجود سبخة الجبول على يمينهم، والتي تتحول شتاءً إلى بحيرة كبيرة.

وكان نشطاء قد ذكروا مشاركة “الحزب الإسلامي التركستاني” ومقاتلين من “إمارة القوقاز الإسلامية” في الهجوم على طريق خناصر من محورين: محور حمام جنوبي البلدة، ومحور رسم النقل-أم عمود شمالي البلدة. وأشارت أنباء غير مؤكدة إلى قيام تلك القوات بالهجوم على خناصر في محوري القتال من الجهة الغربية، أي من مناطق سيطرة المعارضة، في حين نفت “جند الأقصى”، في بيان رسمي، مشاركة قواتها، في العمليات.

وسيطر تنظيم “داعش” على منطقة شلالة بعد تمهيد مدفعي، وتفجير سيارتين مفخختين. ثمّ وسعت مليشيات “الدولة” هجومها على محورين: الأول؛ محور شلالة–رسم النقل، باتجاه أم عامود شمالاً، وهو الطريق الذي يصل إلى السفيرة ومن بعدها حلب. والمحور الثاني؛ شلالة–خناصر جنوباً.

ووسع مقاتلو التنظيم هجومهم على كامل عمق الطريق بين خناصر ورسم النقل، وسيطروا على قرى ومزارع وحواجز؛ الطويلة والهواز والروهيب وراهب ورسم الحمد والقرع.

في الشمال، صدت مليشيا “الدفاع الوطني” محاولة التقدم على ناحية أم عامود، وحاولت القيام بهجوم مضاد للسيطرة على الطريق مرة أخرى. ودمرت المليشيا عدداً من آليات التنظيم بواسطة صواريخ “كونكورس” المضادة للدروع. بينما حاول التنظيم اقتحام خناصر و”كتيبة الدفاع الجوي” الواقعة على قمة جبل الحص من الجهة الشرقية، والتي تبعد كيلومترين غربي خناصر.

وتمكن تنظيم “الدولة” من السيطرة على نقاط من أراضي الكتيبة، واسعة الامتداد، بعدما فجر “انغماسي” نفسه بعربة “بي أم بي” على مدخل الكتيبة من طرف خناصر. وترافق الهجوم شمالي خناصر، بمحاولات إشغال كبيرة، حيث قام التنظيم بمحاولة التقدم في منطقة حمام الواقعة بين أثرية وخناصر.

كذلك، دمر مقاتلو التنظيم “أربع سيارات عسكرية، وقتلوا أكثر من عشرين جندياً كانوا فيها” بين حاجزي سرياتيل والمجبل على طريق أثرية–سلمية، بحسب ما أفادت “وكالة أعماق” التابعة للتنظيم. كما تمكنت “الدولة” من السيطرة على عدد من الدبابات والمدافع والأسلحة بعد تقدمها شمالي خناصر.

وكانت رسم النقل قد تعرضت لمجزرة كبيرة في صيف عام 2013، حين قام “شبيحة” خناصر بإخراج نساء وأطفال القرية وأعدام أكثر من 191 مدنياً، ورمي جثثهم في آبار المياه، بينما حرقت جثث بعضهم بعد إعدامهم بالرصاص. وتعتبر خناصر مركز ثقل “الشبيحة” في المنطقة، وينحدر معظم سكانها من الأقلية الشركسية. وقد قام اللواء في قوات النظام حسام لوقا، ابن المنطقة ورئيس فرع “الأمن السياسي” في حماة، بتجنيد عدد كبير من شباب خناصر لصالح قوات النظام.

وتأتي محاولة “الدولة الإسلامية” للسيطرة على طريق إثرية-خناصر، نتيجة أهميته الإستراتيجية، فهو طريق الإمداد الوحيد الذي يصل مدينة حلب بالجنوب عبر سلمية في ريف حماة وحمص، وهو طريق الدعم اللوجستي الوحيد إلى حلب بالنسبة لقوات النظام وطريق الإمداد إلى القسم الغربي من مدينة حلب، والذي تسيطر عليه قوات النظام.

كما يُعتبر طريق إثرية-خناصر، كخط إمداد بشري تسلكه المليشيات الشيعية العراقية واللبنانية “حزب الله”، وقوات “الدفاع الوطني” للقتال في جبهات حلب المتعددة. وتأتي العملية كمحاولة لتخفيف الضغط على “الدولة الإسلامية” بعد الخسارة الكبيرة التي منيت بها في ريف حلب الشرقي، شمالي مطار كويرس، وخسارتها نحو 25 قرية بالقرب من “المحطة الحرارية” شرقي مدينة حلب.

ويتوقّع أن تقوم “الدولة الإسلامية” بمحاولة توسيع عملياتها على محاور الطريق المتعددة، على الرغم من القصف الروسي المركز. فالتنظيم الذي خسر مساحات استراتيجية واسعة كانت تحت سيطرته، يخشى من تمدد قوات النظام والمليشيات في ريف حلب الشرقي. ويدرك التنظيم، بخبرته العسكرية الكبيرة، أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم، وأسهل الهجوم هو على طريق يقع بجوار مناطق سيطرته، بطول 100 كيلومتر.

المدن

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *