في الوقت الذي كانت فيه قوات الأسد تخطط لهجوم عنيف انطلاقاً مع حي المنشية في درعا للسيطرة على الجمرك القديم الذي يربط سوريا بالأردن، انطلقت معركة “الموت ولا المذلّة” التي لم تكن في حسبان النظام وميليشياته، فضربت مخططاتهم وتم الإعلان عن المعركة في الثاني عشر من شهر شباط الفائت لمباغتة قوات الأسد وتحرير حي المنشية بالكامل.
أتت هذه المعركة بعد ازدياد استخدام قوات النظام لصواريخ الفيل ضد منازل المدنيين في أحياء درعا البلد المحررة، والتي خلفت العديد من المجازر وكان لها نتائج كبيرة منذ الساعات الأولى لانطلاقها.
المناطق التي تحررت منذ انطلاق المعركة
تمكنت فصائل الجيش الحر المنضوية في غرفة عمليات البنيان المرصوص المسؤولة عن معركة الموت ولا المذلة ومنذ الساعات الأولى للمعركة من السيطرة على عدة قطاعات استراتيجية داخل حي المنشية في درعا البلد و أهمّها: كتلة النجار، قطاع السنفور، حاجز اللعبين، حاجز البنايات، حاجز السلوم، قطاع دراغا، قطاع أبو نجيب، كتلة أبو الراحة، مخبز الرحمن، روضة العروج، جامع المنشية وكتلة فايز الأديب، حيث تعتبر هذه الكتل حصون منيعة لقوات النظام واستمات النظام في محاولة البقاء فيها.
خسائر قوات النظام والميليشيات المشاركة إلى جانبه:
تكبّدت قوات النظام والميليشيات المساندة له في حي المنشية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، فقد ملأت جثث قتلى قوات الأسد وحلفائه أبنية وممرات حي المنشية، الذي لا تزيد مساحته عن 2 كيلو متر مربع، وتجاوزت خسائرهم في معركة “الموت ولا المذلة” الـ 300 قتيلاً، من بينهم 64 ضابطاً، ثلاثة منهم برتبة عميد، وأربعة برتبة عقيد، بالإضافة لمقتل قائد عسكري كبير من ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، وتسعة آخرين من قادة ميليشيا حزب الله اللبناني، كلهم قتلوا خلال مواجهات مع فصائل الجيش الحر التي كانت قد أطلقت نداء لهم بتسليم أنفسهم وحقن دمائهم ومحاكمتهم محاكمة عادلة فيما بعد، وقد نشرت غرفة عمليات البنيان المرصوص في نهاية الشهر الفائت قائمة تحمل 28 اسماً من قتلى قوات الأسد، تحوي 7 ضباط برتبة ملازم وقتيل من الميليشيات الطائفية الأجنبية، إضافة لتمكن الجيش الحر من التقدم إلى مواقع جديدة وتدمير العديد من الآليات التابعة لقوات الأسد.
تأتي هذه الخسائر على الرغم من امتلاك النظام القدرة على الكثافة النارية الكبيرة بسبب الأحياء المحتلة القريبة من حي المنشية، بالإضافة للغطاء الجوي الروسي الذي يمطر الحي بالصواريخ بشكل يومي، والبراميل المتفجرة التي يلقيها طيران الأسد المروحي بهدف صد تقدم الثوار، إلا أن النتائج كانت عكسية، ولم تساعد الأسد في التقدم شبراً واحداً.
الأهمية الاستراتيجية لحي المنشية
يعتبر حي المنشية نقطة استراتيجية هامة جداً في مدينة درعا، ففي حال تمكن الجيش الحر من السيطرة عليه، سيتمكن من الانتقال إلى معارك أخرى ستجبر النظام على التقهقر والانسحاب، وخاصة بعد السيطرة على سجنة.
حيث يكون الجيش الحر قد سيطر على زاوية وركن هام جداً في درعا من شأنه أن يغير خارطة السيطرة وخارطة القوى في درعا، وحي المنشية هو من أعلى أحياء مدينة درعا ويشرف على كامل أحيائها وفي حال فرض الجيش الحر سيطرته على الحي بشكل كامل، سيتم إبعاد قوات الأسد والميليشيات أكثر من 3 كم عن المعبر الحدودي القديم مع الأردن.
وتعتبر معركة “الموت ولا المذلّة” من أهم المعارك في درعا والأكثر اختلافاً عن سابقاتها، سواءً من ناحية الانضباط الإعلامي للمعركة أو من ناحية الخطط المرسومة، وقد شهدت عمليات عسكرية نوعية استخدم فيها الجيش الحر أسلحة محلية الصنع كان أبرزها الخرطوم المتفجر الذي استهدفت به فصائل الحر عدة معاقل للنظام مكنتها من التقدم على هذه الجبهات.
ثائر الطحلي – المكتب الإعلامي لقوى الثورة السورية
اترك تعليقاً