الرقة بوست – اسماعيل الهندي
هذه كلمات كانت من أوتار صوتية فيها كل الرقة والإحساس والحنان وعذوبة الفرات، حين صدحت في آذاني .
ولكن الأعصاب السمعية والمرئية المسجلة ،عندما استقبلتها لكي تضعها في صورة على شاشتي المرئية بأن استعانت بالاعصاب البصرية بالترجمة، بينما استطاعت إسقاطها على شبكتي عيني بدت مشوشة هذه الرؤية، بأن رأيت لأول مرة على شاشتي أشياء لم أرها من قبل على الشاشات الأخرى !
كانت عبارة عن كومة أحجار متناثرة الأطراف في كل مكان أبنية متساقطة ومهدمة، جسور معلقة ، ولكن ليست معلقة بل من شدة القصف. نهر جاف لا أضواء، حتى ضوء القمر لم يعد يستطيع أن يفتح إحدى عينيه ليرئ من أهوال، لانجوم ولا كواكب ولا الشمس موجودة .
إين انت درب التبانة إين ذهبت ؟
شوارع فقيرة لا يوجد بها شئ، إين انت طائر الزهور؟ وأين أنت أيها الزرزور؟ إين انت يا ايها السنونو؟ لماذا أخذت معك طائر الدوري! ماذا فعلت بكم الأيام وغزلانك الفراتية من أخبركم بأن تهجروها؟ إين اختفيتم ؟وما حل بكم؟ أهو خوفا من الغربان ان تنهش لحمكم ،بعد ان يتم اصطيادكم من كلاب الصيد! المرقعة الأجناس، التي تنتظر سيدها على ان تجلب ما تم صيده ،هل هذه هيا الرگة الجميلة؟ باثوابها المزركشة بالربيع، نعم هي مادامت العروق تنبض فراتا يجري سلسبيل العرق والنسب .
لا تخف من غربان تسرق وتهرب، فهذه مهامها ،ولا تلك الكلاب الضالة الهجينة، ستعود إلى أوكارها في الكهوف، بعد ان تمضي حياتها في جلب ما أوكل إليها .
هي ليست كلمات بل كلمتين فقط ليس اكثر (الرقة حجر)، عندما تحرك لسان ابنتي ذات السنتين ونصف بوصف هذه المدينة التي لأتعرف عنها شيئا، سوى أنها أطلت برأسها لكي تشاهدني وأنا اتفرج على أحد مقاطع الرقة على الفيس ،وما كان منها سوى كلمتين فقط تصف فيها حالنا، و واقعنا المؤلم المرير بأن رأت أن
(الرقة حجر)
اترك تعليقاً