الرقة بوست – خليل الفريج
“الرقّة” مِن شابةٍ لم تتجاوز سِنّ الثمانية عشر عاماً إلى عجوزةٍ مقعدةٍ على كُرسيٍ يُعينها بالوقوف بوجهِ مصاعب هذهِ الحياة .
في اليومين الماضيين نُشِرت صورة تحملُ المً كبير لإمرأة كبيرة في السن ظهر عليها سن الثمانينات بتجاعيدٍ تحملُ معنى كبير وشعرٌ أبيض أنهكهُ غبارُ القذائف وكرسيٍ متحرك يُعينها على الوقوف في وجه هذهِ الحياة المليئة بالألمِ و البؤس .
كانت تِلك اللوحة تجسدُ كُلَّ الألمِ والمعاناة التي مرّوا بها أهالي مدينة الرقّة , تِلك المرأة بالفعلِ كانت تشبهُ الرقّة , وكانت تجسدُ كلّ شيءٍ حصل في تِلكَ المدينة .
كانت تشبهُ مظهر الأبِ المليء بالألمِ والقهر الذي وقفَ في نفس المكان الذي قُتِلَ فيه ذويهُ قائلاً :
هُنا صلبوا ولدي الوحيد .
كانت تشبه مظهر الأم الذي استشهد إبنُها وهوَ ينتظرُ على نافذةِ الفُرن ربطة الخبز! فقالت الأم في ليلةٍ على العشاء عِندما نَفذ الخبز عِند آخر لقمة :
اليومَ يُكمل بُنيّ سِن الأربعين!!
وكانت تشبهُ دمعة الطفلِ الذي لم يتجاوز سِنّ الأربعِ سنوات فبكى على صورة والدهِ الذي استشهد تحت التعذيب في معتقلٍ لا يرى ضوء الشمس!
تِلكَ المرأة بثوبها الممزق جسدت واقعً عاشهُ شعبٌ بأكمله , وجعلتني أُؤلف بِضعَ سطورٍ لا تُحقِقُ المعنى الذي أوصلتهُ بلوحةٍ من تفاصيلها العتيقة .
تِلك المرأة بتجاعيدها المكتظة بالألم وعيونُها الحمراء المعبئةِ بالقهر وعكازتُها التي تُساعدها على الوقوف بوجه الألم فعلت ما لم يفعلهُ العالم وقدمت مشهداً لم يُعرض في أفلامٍ حصلت على جوائز الأوسكار!!!
اترك تعليقاً