تعتزم مدينة نورنبرج الألمانية منح “جائزة حقوق الإنسان”، العام المقبل، إلى مجموعة من السوريين الذين وثّقوا بالصور جرائم تعذيب جرت في سجون سورية، ضمن مشروع حمل اسم “القيصر”، إذ “أرادوا بهذه الصور ألا تظل انتهاكات حقوق الإنسان الموثقة دون عقاب”.

وفي حيثيات قراراها قالت لجنة تحكيم الجائزة إنّ “أعضاء هذه المجموعة خاضت مخاطر كبيرة من أجل تحقيق ذلك”. وذكرت الوكالة الألمانية للأنباء أنه بسبب إقامة أعضاء مجموعة “القيصر” في أوروبا دون الكشف عن هويتهم، لن تتمكن المجموعة شخصيا من استلام الجائزة التي تبلغ قيمتها 15 ألف يورو.

وكان مشروع “القيصر” قد أثار جدلاً عالمياً واسعاً ودار حوله نقاشٌ في الولايات المتحدة، إثر الإعلان عن إمكانية إصدار قانون جديد، يحمل اسم “قانون قيصر لحماية المدنيين السوريين”، تفرض الولايات المتحدة بموجبه عقوبات إضافية على النظام السوري وحلفائه، ويسعى إلى البدء بإجراء تحقيقات ورفع دعاوى قضائية حول جرائم الحرب المرتكبة في سوريا، إضافة إلى تشجيع عملية إيجاد حل تفاوضي للأزمة، كما وأنه يفوض الرئيس الأميركي باراك أوباما، فرض عقوبات على أي جهة تتعامل مع أو تمول الحكومة السورية أو جيشها أو أجهزتها الاستخبارية بما في ذلك إيران وروسيا.

ويحمل المشروع اسم المصور في الشرطة العسكرية السورية، الذي انشقّ وفرّ خارج البلاد حاملاً معه 55 ألف صورة لـ 11 ألف ضحية  تم تعذيبها في سجون النظام السوري حتى الموت، عُرضت أربعة منها، أواخر تموز/يوليو الماضي، في لجنة الاستماع التي شكّلها الكونغرس الأميركي، وتُظهر آثار تعذيب رهيبة منها قطع أطراف، وإعدامات وتجويع حتى الموت، وحرق وقلع للعيون.

وطلب وقتها رئيس اللجنة، أيد رويس، عدم عرض جميع الصور على اللجنة، لكن قيصر، الذي كان حاضراً، قال في مستهل شهادته إن التعذيب كان ممنهجاً وعلى نطاق واسع وشمل أطفالا ونساء وشبابا وعجزة إلى جانب العلويين والمسيحيين والدروز والمسلمين. وأوضح أن الأوامر جاءت من أعلى مستوى في القيادة السورية وكانت الجثث تحضر إلى قاعدة عسكرية في دمشق لكل الضحايا من كافة أنحاء سوريا.

وتزامناً مع الحديث عن توجّه الكونغرس الأميركي للتصويت على مشروع القانون، كشف مقال نشرته صحيفة “واشنطن بوست”، في 20 أيلول/سبتمبر الجاري، أن الإدارة الأميركية عرقلت التصويت على مشروع القانون، وذلك بعدما اتفق عليه الحزبان الجمهوري والديموقراطي. وأضاف المقال إنه كان من المفترض أن يتم تقديم هذا القانون إلى مجلس النواب الأميركي ، لولا تدخل البيت الأبيض، مشيراً إلى أنّ أن “قيادة الديموقراطيين (في الكونغرس) أذعنت لضغط البيت الأبيض ساحبة دعمها للتصويت على مسودة المشروع في الوقت الحالي”.

المدن