Views: 153 فجوة اتسعت فهل تضيق؟! – الرقة بوست-Raqqa Post

فجوة اتسعت فهل تضيق؟!

 

عبد الكريم البليخ

مايجري على الأرض السورية، اليوم، نجد بأن هناك تجبّر روسي غير عادي، وتهرّب أمريكي، مما يشاهد على الأرض، وهذا التهرّب زاد من طينة جر اللّحاف كل إلى رغباته، وأهوائه، ومكاسبه، ومنها العقود التي تبرم، وراء الكواليس، وبمليارات الدولارات!!.

وماذا يمكن أن نقول عن محاربة التكفيريين الذين أوغلوا في البلاد طولاً وعرضاً؟ وهاهي سوريا، اليوم بمدنها، وقراها، وأحيائها، وشوارعها، وحوارييها تعيش مرارة المأساة وقسوتها!.

والملاحظ، أنَّ تدمير التكفيريين، هذا يعني تدمير سوريا، وتفريغها من أهلها، وتوزيعها على مخيمات، وملاجئ، وعَرَاء وحشي، وهذا ما صار بالفعل!

بعد كل هذه الصور، وآلة الدمار، والحرب الكونية التي أكلت الأخضر واليابس، ماذا عسانا أن نقول، ومن هو المستفيد من كل ما يحدث؟

حاولنا أن نجيب على هذا السؤال الكبير، وأن نصل إلى إجابة نقنع بها، أقلّها، شعبنا الطيّب الذي لازال قسم كبير منه يعيش على الأرض السورية، متحدياً البراميل المتفجرة، وصواريخ سكود، وطائرات الميغ، ومدافع الهاون، وأهداف الدبابات، والبرد الشديد، وغلاء الأسعار، وضيق ذات اليد، وكل من له علاقة بالسلاح الذي دمّر كل شيء، وحوّل الأبنية السكنية، والمصانع، والمدارس، والمساجد، والكنائس، والأسواق، والدوائر الحكومية، ومتعلّقات الإنسان، إلى كتل من الرماد، بعد أن كانت تضجّ بالحياة!.

ولماذا تحوّلت هذه البلاد، عمّا سواها، إلى ما هو عليه اليوم؟ وكيف يمكن تجاوز كل هذه الصور المؤسية التي زرعت في عقولنا، وفي قلوبنا، البغض والحقد وهواجس، لم نكن نعرفها من ذي قبل؟

لا نريد أن ندخل في قضايا، هي أكبر مما نقول، أو نفكر، أو يتهيأ لنا!

فالمواطن السوري، وعلى مرّ السنوات الماضية، لم يفكر يوماً إلاّ في مأكله، ومشربه، وملبسه، والأمان الذي ينشد، ولم يفكر بمنصب، أو جاه، أو كرسي هزّاز صنع في ايطاليا!

الأمل، وان كان فيه بصيص أمل، في مؤتمر جنيف وأتبعه أعمال مؤتمر آستانة، برعاية روسية تركية، لبحث سبل وقف إطلاق النار في سوريا، وسط تباين واضح في المواقف بين روسيا وإيران.

روسيا تعتبر نفسها هي من أنقذ النظام السوري وثبت معادلة توازنه مع المعارضة قبل أن يحقق الانتصار في حلب، وبالتالي من حقها الإمساك بمفاصل الأزمة والدفع باتجاه حلها وفق ما يلبي مصالحها.

مؤتمر آستانة الذي انتظره معنا الكثيرون، للوقوف على حل قد يخفّف عن وطأة الناس، الدمار، والبراميل المتفجرة، والقتل العشوائي، والفقر، والجوع الذي يُعاني منه الشعب السوري البطل، ولكن ظل بدون جدوى، مجرد إسقاطات بلا معنى، والشعب البسيط، هو الذي تحمّل، وعلى مضض الكثير، وكل ما يتأمله عودة الكهرباء، والمياه الشحيحة، وخطوط الاتصالات، والحياة الرغيدة، والأمان إلى قلوب الناس، ناهيك بإقلاع المصانع، وعودة الفلاح، الذي هجرَ أرضه، إلى حراثتها وزراعتها، بعد أن تحوّلت إلى أرض بور..!!

الهموم كثيرة، والأحلام أكبر، وكل ما نطمح إليه العيش بسلام، كرمى لعيون الأطفال، والنساء، والشيوخ، وحقن الآلام، التي ازدادت اتساعاً وفجوةً.. فهل تضيق، وهل يتحقق بصيص الأمل يوماً؟

لما لا، فالأمل بالله كبير، وسبحان الذي يغيّر الأحوال من حال إلى حال.

نعم ، هذه سوريا.

سوريا الأم، والحياة، والبنفسج، والجبل، وأرض الحضارات، وورقة الزيتون، والأهل، والطيب، والخضرة والماء والوجه الحسن.

سورية الأصالة، والتراث، والفن والتاريخ.

سورية الإباء، والمجد، والعلا.

سورية المحبة، والوفاء.. وأملنا هو بإعادة الحياة إلى أهلها الذين يستحقون الحياة، والعيش بكرامة، وهم أهل لها.

هذه سورية التي كانت وستظل بلا شك ارض الحضارات، ومن غير المجد أن يصل بها الحال إلى ما وصلت إليه من تدمير للبنى التحتية وللإنسان وللحجر!

ويظل الطموح الذي نبحث عنه، عودة الحياة إلى أرض سورية كما كانت، دافئة بعيداً عن الصراعات والتناحرات، التي لم يخلص منها أحد، ناهيك بالخراب والدمار الذي فجّر اليأس، وشلًّ حركة الحياة، وأحبط عزيمة المواطن السوري الذي سحقته الغربة وآلمته، وهو اﻻنسان البسيط بطبعه، والمحب لغيره، وكل ما يرجوه هو العيش برغد وأمان.

 

صحافي سوري مقيم في النمسا


Posted

in

by

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »
best microsoft windows 10 home license key key windows 10 professional key windows 11 key windows 10 activate windows 10 windows 10 pro product key AI trading Best automated trading strategies Algorithmic Trading Protocol change crypto crypto swap exchange crypto mcafee anti-virus norton antivirus Nest Camera Best Wireless Home Security Systems norton antivirus Cloud file storage Online data storage