Views: 177 جهنم حصار مدنيي الرقة بين غازين ومُحتمين – الرقة بوست-Raqqa Post

جهنم حصار مدنيي الرقة بين غازين ومُحتمين

باسم مروة ولوري هينانت – أسوشيتد برس

ترجمة الرقة بوست ـ رزان العقباني  

في الوقت الذي تقوم فيه القوات المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية بالهجوم على العاصمة الفعلية لتنظيم الدولة الإسلامية ، اتخذ المسلحون استراتيجيتهم بالاختباء خلف المدنيين أكثر من أي وقت مضى ، مستخدمين بشكل فعال جميع سكان الرقة كدروع بشرية.

حزام من الألغام الأرضية ونقاط التفتيش تم وضعه على الطرقات داخل وخارج المدينة السورية الشمالية بغية منع الهروب ، كما صدرت الأوامر بأن يرتدي جميع الرجال البناطيل الفضفاضة والقمصان الطويلة الخاصة بالجهاديين ، مما يجعل التمييز بين المقاتلين والمدنيين أمراً صعباً.

مئات إن لم يكن آلاف من السوريين الذين فروا من أجزاء أخرى من البلاد يعيشون الآن في خيام في الشوارع ، عرضة للطائرات الحربية أو القتال البري. وقد مُدّت قطع ضخمة من القماش بين الأحياء في مركز المدينة لإخفاء تحركات المسلحين عن طائرات التجسس والأقمار الصناعية.

حوالي 300 ألف مدني محاصر في الداخل يعيشون حالة مرعبة من عدم اليقين حول كيفية الحصول على الأمان ، فغارات التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة تهز المدينة كل يوم تقريباً مستهدفةً الأحياء الشمالية بشكل رئيسي ، وسط تقارير تفيد بمقتل مدنيين إثر غارات على ريف المدينة القريب ، كما أن المنشورات التي تلقيها طائرات التحالف تعطي اتجاهات مربكة ، حيث يفيد أحدها بأن المناطق الأقرب إلى نهر الفرات أكثر أمناً ، في حين يحذر منشور آخر من أن القوراب التي تعبر النهر سيتم قصفها.

وقد انفجرت حالة من الذعر بين الناس يوم الأحد عندما أعلن تنظيم داعش عبر مكبرات الصوت في الجوامع أن غارات التحالف قد استهدفت سدّاً باتجاه الغرب ، وحثّ التنظيم المدنيين على الفرار من الفيضان الوشيك ، وقد فرّ الآلاف ، وسمح لهم التنظيم بالهرب إلى مناطق تقع تحت سيطرته في الريف على أن يتركوا كل ممتلكاتهم بحسب أحد الناشطين ، وبعد ساعات أعلن المقاتلون أن الإنذار كان خاطئاً وطالب الجميع بالعودة. يقول الناشط: “إن المدنيين حقّاً لا يعرفون إلى أين يذهبون” ، فهم عالقون بين الغارات الجوية والألغام الأرضية ومقاتلي داعش المختلطين بينهم.

وللحصول على صورة الوضع في الرقة ، قامت أسوشيتد برس بالحديث مع أكثر من اثني عشر شخصاً على علمٍ ومعرفةٍ بالمدينة ، منهم سكان ما زالوا هناك أو ممّن خرجوا مؤخراً ، وناشطون في منظمات تتابع الأحداث عبر جهات اتصال في الداخل ، بالإضافة إلى دبلوماسيين وعسكريين في الجيش الأمريكي ومنظمات إغاثية. وتحدث جميعهم تقريباً بشرط عدم الكشف عن هوياتهم خوفاً على حياتهم أو على حياة جهات الاتصال الخاصة بهم.

إلا أن الحصول على المعلومات أمر صعب ، فالتنظيم يبحث دائماً عن “جواسيس” ، وقد قال أحد الناشطين إنه تم الحكم على شخصين بالإعدام مؤخراً للاشتباه بصلتهم بالتحالف ، كما أن الوصول إلى الإنترنت متوفر فقط في بعض المقاهي المصرح لها من قبل التنظيم حيث يتوجب على الزبائن إعطاء أسمائهم وعناوينهم وتحمل التفتيش المفاجئ الذي يقوم به مقاتلو التنظيم الذين يظهرون فجأة ويأمرون الجميع برفع أياديهم بحيث يمكن فحص شاشات الحواسيب.

وتعتبر معركة الرقة ، عاصمةُ المحافظة الواقعةُ على الضفة الشمالية لنهر الفرات ، المعركة الأساسية التالية ضد تنظيم الدولة الإسلامية ، حيث تضغط القوات العراقية لإكمال إعادة السيطرة على مدينة الموصل شمالي العراق بعد قرابة الستة أشهر من القتال. أما بالنسبة للحملة العسكرية على الرقة ، فإن قوة من مقاتلين سوريين متعددي الإثنيات ، يهيمن عليها الأكراد وتدعمها القوات الخاصة الأمريكية والمدفعية والقوة الجوية ، كانت قد بدأت بمناورات لعزل المدينة.

لقد أضحت المخاوف بشأن الخسائر في صفوف المدنيين قضية هامة في القتال لاستعادة الموصل ، حيث قالت منظمة العفو الدولية يوم الثلاثاء إن الزيادة الكبيرة في الخسائر بين المدنيين تعني أن التحالف لم يعد يتخذ الاحتياطات الكافية أثناء غاراته الجوية. من جانبها قالت الولايات المتحدة إنها تحقق في سبب الوفيات ، إلا أن مسؤولين أمريكيين وعراقيين أيضاً لمحوا إلى إمكانية أن يكون مقاتلو داعش قد فجروا المنازل وألقوا باللوم على التحالف.

وقد قامت الدولة الإسلامية بإرسال معظم مقاتليها الأوربيين خارج الرقة أبعد باتجاه الشرق إلى منطقة دير الزور ، في عمق أراضيها المتقلصة ، وذلك وفقاً لما قاله تيم رمضان الناشط في مجموعة صوت وصورة والذي مازال في الرقة ، وإياس دعيس المحرر في الرقة بوست ، وهو موقع إلكتروني معارض يقوم بتوثيق الفظائع المرتكبة من قبل داعش والحكومة السورية. هذا يشير ربما إلى أنها ترغب بحماية الأجانب إما من أجل الحملة الدعائية أو لإرسالهم لشن هجمات في بلدانهم بحسب تعبير الناشطَيْن اللذَيْن وافقا على الحديث إلينا بشرط أن يتم استخدام الأسماء المستعارة التي يستخدمانها في نشاطاتهما لحماية نفسيهما وعائلتيهما.

أما بالنسبة للمقاتلين السوريين والعراقيين الذين اعتادوا على المعارك فإنهم يخوضون معركة الدفاع عن الرقة ، مدعومين من أولئك الذين انسحبوا من الموصل وأجزاء أخرى من العراق ، وقال دعيس إن حوالي 2000 مقاتل مع عائلاتهم في طريقهم قادمين من العراق ، وقال رمضان إن الكثير منهم في الرقة فعلياً ، وقد قدّر رامي عبد الرحمن ، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان ، عدد المقاتلين في المدينة بحوالي 4000 مقاتل. وقد قام مسلحو داعش باستخدام المدفعية في المدينة لأول مرة مطلع هذا الشهر ، مما يدل على مدى قرب قوات سوريا الديمقراطية التي يقودها الأكراد ، وتمتلك “قسد” مواقع في الشمال والغرب والشرق ، وأقرب مواقعهم يقع حوالي 8 كم شمال شرق الرقة. من جهة أخرى قامت طائرات التحالف بتدمير 18 جسراً بما فيها الجسور الرئيسية على نهر الفرات خارج المدينة بحسب التحالف ، كما ركزت الضربات الجوية على الفرقة 17 التي كانت قاعدة عسكرية سابقة للجيش السوري شمالي المدينة ، وهي الآن قاعدة رئيسية لتنظيم داعش ، وقال ناشطون إن معظم أبنيتها قد تهدمت. وقد نُثرت على مدى أيام منشورات بحجم ورقة الدولار من طائرات التحالف للتحذير من غارات وشيكة ، وقال التحالف إن أكثر من مليوني منشور تم إسقاطه خلال أسبوعين. وقد حثّ أحدها أولئك الذين يعيشون في الخيام على أن ينتقلوا إلى أماكن أقرب إلى نهر الفرات حسب ما أفاد أحد السكان والجيش الأمريكي في بغداد ، وقد حذر منشور آخر من الصعود على متن القوارب الصغيرة التي تعد الوسيلة الوحيدة لعبور النهر ، سواء لإتمام المهام اليومية أو من أجل الهروب من الرقة. ويقول المنشور مستخدماً الاختصار العربي لاسم التنظيم: “داعش يستخدم القوارب والعَبّارات لنقل الأسلحة والمقاتلين ، لا تستخدموا العَبّارات أو القوارب ، الضربات الجوية قادمة”.

ووفقاً للعديد من الناشطين وإلى عامل إغاثة غربي لديه اطلاع على الموقف فإن التهريب إلى خارج المدينة مكلف جدّاً بالنسبة للأغلبية ، فالمهربون ، وهم غالباً مقاتلون من داعش يسعون إلى جني الربح ، يطلبون 300 إلى 500 دولار أمريكي للشخص وأحيانا قد ترتفع التكلفة لتصل إلى 1000 دولار أمريكي مقابل الخروج من المدينة. تجدر الإشارة إلى أن عامل الإغاثة رفض الكشف عن هويته خشية تعريض عمل وأمن منظمته للخطر.

وبمجرد الخروج من المدينة يصبح السكان عرضة لخطر الألغام الأرضية ، حيث قال عامل الإغاثة إن أحد الرجال الذين تم إدخالهم إلى مخيم للنازحين فقد ابنه جراء انفجار قنبلة مزروعة على جانب الطريق كما تعرض هو نفسه لإصابات خطيرة. أما الذين يصلون إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية فهم معرضون لخطر إعادتهم ، إلا في حال وجود كفيل لهم وذلك بحسب ما قاله مهاب ناصر وهو ناشط من محافظة الرقة ، كما أضاف أن هناك من تم رفض دخولهم من قبل مقاتلي “قسد” للاشتباه بأن يكونوا متسللين من داعش أو موالين للتنظيم.

وبحسب ما أفاد سرمد الجيلاني ، وهو ناشط في مجموعة صوت وصورة مقيم في تركيا ، فإن تكلفة الخروج من سوريا باهظة جدا وتتراوح بين 3000 و 4000 دولار أمريكي للشخص الواحد ، كما أن تركيا أيضاً تضيق الخناق على الحدود. ونتيجة لذلك فإن القليل من أهالي الرقة موجودون في جنوب تركيا ، حيث مئات الآلاف من السوريين الفارين من الحرب الأهلية ، وقال عامل الإغاثة إنه لا توجد أزمة لجوء من الرقة حتى الآن ، وهذه إشارة مخيفة على مدى صعوبة الخروج من هناك.

لقد بدأ مقاتلو داعش بالانتقال مع عائلاتهم إلى داخل المدينة للاختباء بين المدنيين ، ويجب على السكان حفر الخنادق ووضع أكياس من الرمال وبناء سواتر ترابية للدفاع عن المدينة ، كما توقف الأطفال عن الذهاب إلى المدارس. يقول حمد ، وهو أحد سكان محافظة الرقة والذي بقي على اتصال مع الناس في المدينة: “إذا كنت تريد “الدروس” فعليك الذهاب إلى الجوامع”. وقد تحدث إلينا من بيروت بشرط أن يتم ذكر اسمه الأول فقط خوفاً من أعمال انتقامية ضد أقاربه وأصدقائه هناك. ووفقاً لحمد ولآخرين فإن الطعام ما زال متوفراً بما يكفي رغم ارتفاع الأسعار بعد تدمير الجسور ، أما العناية الطبية فتكاد تكون معدومة بما أن غالبية الأطباء هربوا منذ وقت طويل ، والمستشفيات تنقصها المعدات. ولكن توجد عيادات تحت الأرض يديرها تنظيم الدولة الإسلامية وهي مخصصة لمقاتليه ومجهزة بشكل جيد بحسب ما قاله حسام عيسى أحد مؤسسي وناشطي مجموعة الرقة تذبح بصمت في تركيا.

مكبرات الصوت في الجوامع أو في السيارات التي تستخدمها الشرطة الدينية “الحسبة” تحذر السكان من أن المعركة قادمة ، ويضيف عيسى: “إنهم يخبرون الناس بأنها معركة ضد الإسلام ، كل الأمم تهاجمنا والنبي يقول بأن علينا أن نكون متحدين ، إنهم يضعون الكثير من الضغط النفسي على السكان.”

العنوان الاصلي للمادة: سكان الرقة محاصرون من قبل المسلحين قبل الهجوم

 

 

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »
best microsoft windows 10 home license key key windows 10 professional key windows 11 key windows 10 activate windows 10 windows 10 pro product key AI trading Best automated trading strategies Algorithmic Trading Protocol change crypto crypto swap exchange crypto mcafee anti-virus norton antivirus Nest Camera Best Wireless Home Security Systems norton antivirus Cloud file storage Online data storage