الرقة بوست – مازن حسون
ارتكبت طائرات التحالف الدولي يوم أمس مجزرتين جديدتين أثناء القصف الجوي على مدينة الرقة. فقد استهدفت غارات التحالف الدولي “قبواً” في “حارة البوسرايا” كانت عدّة عائلات تستخدمه كـ”ملجأ” في ظلّ المعارك الدائرة بين تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش ومليشيات صالح مسلم.
وقد راح ضحية هذه المجزرة المروعة نحو 50 شخصاً بين شهيدٍ وجريح، جلّهم مدنيون كانوا قد اختبأوا في مكانٍ ظنّوا أنّه ملجأ، ولكنّ طائرات التحالف الدولي لم تفرّق يوماً بين هدفٍ عسكري وبين المدنيين العُزّل. مدنيون محاصرون تمنعهم الطائرات من الخروج ، ويُحرّم التنظيم المتطرّف عليهم النزوح الى ما يُسميّه “أراضي الكفّار”، فأيُّ “كُفرٍ” وأيُّ ارتكبها هؤلاء الأبرياء؟
ولم يتمكّن مِن من بقوا على قيد الحياة من دفن الضحايا ، حتّى عادت طائرات التحالف الدولي وارتكبت مجزرةً آخرى في حيّ التوسيعيّة راح ضحيتها نحو 12 شخصاً معظمهم من النساء والأطفال بحسب ما أفاد به “محمد عثمان” أحد الناشطين.
وتنضمُّ هذه المجازر الى مجموعة إنجازات التحالف الدولي في حربه المزعومة على الإرهاب، الإرهاب الذي لم يعرف آهالي الرقّة بعد ما هو تعريفه بحسب رأي التحالف الدولي. فهل الإرهابُ هو قطع الرؤس وصلب الأبرياء كما اعتاد أن يفعل تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش؟ أم هو إبادة الأبرياء المحاصرين لدى داعش بحجة تحريرهم؟ أم كلاهما معاً؟ سؤالّ يطرحه الرقاويّون على أنفسهم في ساعاتِ حزنهم على من فقدوا وقهرهم على مدينة غدت كومة ترابٍ في ساحات النزاعات الدوليّة.
ويستمرّ التحالف الدولي في انتهاكاته بحقّ المدنيين في الرقة، متجاهلاً جميع المناشدات والمطالبات من قبل السكّان والمنظمات الدوليّة بمراعاة الدقّة في تنفيذه للغارات الجويّة في مدينة الرقة.
أمّا عن الوضع الإنساني للسكان في المدينة، فتستمرّ معاناة المدنيين داخل الرقة المحاصرة. وتدخل الرقة يومها الـ50 على انقطاع المياه والكهرباء عن المدينة. وتُعتبر عملية جلب المياه خصوصاً في الأحياء البعيدة عن النهر أشبه بعمليةِ انتحارٍ، حيث تعتبر طائرات التحالف معظم الأهداف المتحرّكة على الأرض أهدافاً مشروعة للقصف الجويّ، إضافة الى قناصة تنظيم “الدولة الإسلامية” داعش التي تقوم بقنص جميع الأهداف التي تقوم برصدها.
وتعاني المدينة من شحٍّ كبير في المواد الغذائية التي لم تدخل المدينة منذ بداية انطلاق المعارك، أي منذ شهرين، بسبب الحصار الذي تفرضه مليشيات صالح مسلم. وقد بدأت هذه المواد بالنفاذ في معظم بيوت المدنيين الذين لا يزالون عاجزين عن النزوح باتجاه مناطق سيطرة مليشيات صالح مسلم.
ووسط جميع تلك الحروب والمذابح التي تحصل في المدينة، لا يزال التنظيم المتطرف يقوم بتطبيق الحدود والعقوبات التي كان يفرضها على السكان. فقام صباح اليوم بجلد أحد السكان عند دوار النعيم بتهمة الزنى بعد “ضبط صور إباحية على هاتفه المحمول” بحسب ما قاله عناصر التنظيم. إضافة الى اعدامه منذ عدّة أيام شخصاً بتهمة “تهريب المدنيين” خارج المدينة.
اترك تعليقاً