الرقة بوست ـ هيئة التحرير
استيقظ أهالي محافظة الرقة على “هيئة وطنية” للمحافظة دون مقدمات ؟!. وبدأ التنازع لتمثيل المحافظة، مع المجلس المحلي للمحافظة، على ساحات الفيس بوك، وكلٌ قد أسرجَ للمعركة أبواقه الخاصة .
فيما أصبح “مجلس رقة مدني” التابع للبيدا أمر واقع على أرض المحافظة، وبدأ بالتواصلات واللقاءات، وتوقيع الاتفاقات مع الوفود الأمركية والأوروبية؛ المشترك بين المجلسين والهيئة العتيدة، بأنهم جميعهم يتصدرون موضوع الرقة، وتمثيلها، والدفاع عنها، وعن مصالح أهلها، فيما أهلها، يلملون جثث و جراح أحبائهم في المدينة، أو مهددون بالتهجير من قراهم، مالم يقدموا أبناءهم مجندين في مليشيات البيدا .
قبل حوالي الشهرين صرح مبعوث الرئيس الأمريكي بريت ماكغورك، بأن مجلس رقة مدني سيدير الرقة حتى آيار القادم مع مجلس محافظة الرقة الذي شكل في عام 2013 !!. بعدها اتجهت الأنظار إلى المجلس المحلي لمحافظة الرقة، وبقي الموضوع قيد التخمين والتأويل؛ حتى طفا على السطح “مؤتمر روما” تحت رعاية من الإتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة وبإشراف مباشر من مركز المجتمع المدني والديمقراطية، (CCSD)، والذي أقام سابقاً مؤتمر مشابه بين أعضاء مجلس تل أبيض وحزب البيدا (الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني) في مدينة أضنة التركية .
أمام انكشاف هذا الأمر لأهالي المحافظة، اضطر أعضاء المجلس أن يتنصلوا من المسؤولية، وبأن يبرروا على صفحات التواصل الاجتماعي و يقولوا “عرض علينا الأمريكان ونحن رفضنا الجلوس مع البيدا”، فيما لم يتبق من المجلس سوى عدد قليل من الأعضاء، مايزال المجلس مشلولاً، وبلا أية فعالية سياسية كانت أو خدمية .
للولايات المتحدة والاتحاد والأوروبي وتركيا، اليد الطولى الرئيسة في الشمال والشرق السوري ــ بشكل مباشر أو عن طريق أدواتهم المحلية ــ التصريحات الأمريكية، والرغبة الأوربية، في جمع المجلسين واضحة، فلا يستطيع حزب البيدا أن يقف في وجه مشغليه، ورعاته، ولا مجلس المحافظة يستطيع أن يرفض الإملاءات التركية، التي باتت تريد التخلص من عبء وجود المعارضة السورية، ورعايتها، أمام الرغبة الأمريكية، وباتجاه النظام السوري، الذي أصبح المشترك معه محاربة الوجود الكردي شمال سوريا أقوى من التحالف مع المعارضة السورية .
بدل أن يتجه المجلس المحلي إلى السياسيين والنشطاء وفعاليات الثورة السورية، ليناقش مستقبل المحافظة، ويعمل على وضع خطط إنسانية للمحافظة، ويستمزج الآراء ويشحذ الهمم للوقوف بمسؤوليته أمام جرائم الحرب والقصف الوحشي الذي تتعرض له المحافظة، مازال منغلقاً على نفسه، وينتظر الدعوات لحضور الورش والدورات التي تقيمها الخارجيات والمنظمات، أما “الهيئة الوطنية لمحافظة الرقة” فهي لاتعدو كونها هيئة ورقية لامستقبل لها، فالمقدمات الورقية ستولّد نتائج ورقية .
اترك تعليقاً