الأيام السورية || مازن حسون _ الرقة
بعد أربعة أشهرٍ من المعارك الدامية بين تنظيم داعش الإرهابي وبين قوات سوريا الديمقراطية المعروفة اختصاراً باسم “قسد”، وتدمير ما يقارب 80% من مدينة الرقة، وقتل مئات المدنيين، تقترب هذه المعارك من النهاية بعد بدء مفاوضات بين قسد وداعش منذ عدّة أيام سعياً للوصول إلى اتفاق يقضي بخروج مقاتلي داعش وتسليم المدينة إلى قسد.
المفاوضات جرت بدايةً بين قسد وداعش عن طريق وسطاء من عشائر ووجهاء الرقة وأشخاص ذوي صلة مع الطرفين. وقد تمّ الاتفاق بين الطرفين قبل يومين على خروج من يرغب من مقاتلي داعش مع عائلاتهم من المدينة مع مصطحبين سلاحهم الخفيف باتجاه البادية السورية أو محافظة ديرالزور.
التحالف الدولي لم يعترف رسمياً بهذا الاتفاق بل لمّح إليه بشكلٍ غير مباشر وذلك عبر بيانٍ نشره عبر الانترنت، تحدّث فيه عن محادثات يقوم بها “مجلس الرقة المدني” -وهو المجلس المدني المحلي الذي قامت قسد بتشكليه قبل أشهر- بغية التوسط لإخراج المدنيين من المدينة.
وسرعان ما تدخل التحالف الدولي رافضاً هذه الاتفاقية، ليضع شروطاً جديدة للاتفاق، وهي تسليم المقاتلين الأجانب (باستثناء العراقيين) أنفسهم وخروج المقاتلين الذين يرغبون بالانسحاب إلى المناطق الأخرى، بينما يتم التوسط من قبل وجهاء الرقة للمقاتلين المحليين الذين سيبقون في المدينة ويتعهدون بعدم القتال مجدداً.
هذه الشروط دفعت المقاتلين الأجانب وخصوصاً الأوزبكستانيين إلى رفض الاتفاق والتهديد بنسف المدينة بالمفخخات بحسب ما قالت شبكة “الرقة 24″، وبالفعل قام مقاتلو داعش بتفجير مفخخة قرب الملعب البلدي لتعود الاشتباكات بعد انقطاعها ليومين.
وقد ذكر ناشطون: إنّ عدّة حافلات وصلت إلى قرية الأسدية شمال مدينة الرقة بالتزامن مع وصول 5 حافلات أخرى إلى حي المشلب شرقي المدينة، ويُعتقد أنّها وصلت إلى المدينة بغية نقل مقاتلي داعش في حال تم الاتفاق بين الطرفين.
وقد عادت الاشتباكات في مدينة الرقة وشنّت مقاتلات التحالف الدولي عدّة غارات جويّة على أحياء المدينة المحاصرة، مُرتكبةً مجزرة بحي البدو راح ضحيتها نحو 35 مدني بحسب ما أفاد الناشط محمد عثمان.
في كما لا تزال المفاوضات جارية ولكن بشكلٍ متقطع، في حين يرى ناشطون ومراقبون أنّ القصف وعودة الاشتباكات ما هي إلا مسرحية هزلية للتغطية على الاتفاق وضمان عدم استهداف مقاتلي داعش أثناء خروجهم وتوجّههم إلى البادية أو دير الزور أسوة بما حصل مع رتل داعش الذي خرج من القلمون. وخصوصاً بعد تصريحات قسد والتي تقول بأنّه سيتمّ إعلان الرقة “محررة” بشكلٍ كامل.
اترك تعليقاً