أثار قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بالانسحاب من سوريا في وقت قريب جدلًا بين الأوساط السياسية.
ترامب قال في خطاب ألقاه في ولاية أوهايو الأمريكية أمس، الخميس 29 آذار، إننا “ستغادر سوريا قريبًا جدًا وسنترك الأطراف الأخرى تهتم بالأمر”.
وأضاف “إننا هناك (في سوريا) لسبب واحد وهو التخلص من داعش والعودة إلى المنزل، ولسنا هناك لأي سبب آخر، ولقد حققنا هدفنا إلى حد كبير”.
وأشار إلى أن “الولايات المتحدة في حاجة إلى الدفاع عن حدودها وإعادة بناء البنية التحتية المتهالكة”.
التصريح شكل مفاجأة للأوساط السياسية وخاصة إدارة ترامب نفسها، إذ أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، هيذر ناورت، أن وزارة الخارجية لا تملك معلومات بشأن خطط الخروج من سوريا، و”لا علم لي بهذ السياسة”.
إعلان ترامب جاء بعد ساعات من إلقاء وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) الضوء على الحاجة لبقاء القوات الأمريكية في سوريا على المدى القريب.
كما نقلت شبكة “CNN” الأمريكية عن مصدر مطلع على الحملة الأمريكية ضد تنظيم “الدولة”، قوله إنه “من غير الواضح ما قصده ترامب، لكن تقييمات الجيش تشير إلى أن الوقت الحالي ليس وقتًا للانسحاب بسبب التحديات العديدة في سوريا”.
ويأتي ذلك بعد طلب ترامب من السعودية دفع أربعة مليارات دولار، لإعادة إعمار المناطق التي تسيطر عليها شرق الفرات في دير الزور، وترسيخ وجود أمريكا في المنطقة، بحسب صحيفة “واشنطن بوست”.
وتقدر عدد القواعد العسكرية الأمريكية التي أنشأتها شرق الفرات في سوريا، بحوالي 20 قاعدة.
وكانت الإدارة الأمريكية وضعت استراتيجيتها في سوريا خلال المرحلة المقبلة، لخصها وزير الخارجية السابق ريكس تيلرسون، في كانون الثاني الماضي.
وأكد تيلرسون خلال حديثه في معهد “هوفر” التابع لجامعة “ستانفورد” الأمريكية، البقاء في سوريا للقضاء على الإرهاب والنفوذ الإيراني، والتوصل إلى حل سياسي دون رئيس النظام السوري، بشار الأسد.
ويرى مراقبون أن الانسحاب الأمريكي، في حال تم، سيجعل مصير الملف السوري بأيدي ثلاث دول هي إيران وروسيا، إضافة إلى تركيا التي ستكون أكثر المستفيدين من الانسحاب كونها الأقرب لملأ عدد من المناطق شرق الفرات من “الوحدات” المدعومة أمريكيًا والمصنفة “إرهابيًا” في تركيا.
اترك تعليقاً