هيئة التحرير
على الأقل، ومن أجل صدقية القائمين أو “الجهة المجهولة” على الدعوة للوقفة التضامنية، أن يكون الفعل أو النشاط ” المفاجئ ” مطابقاً لما تضمنته الدعوة التي وجهت للحضور، فثمة بون شاسع بين مضمون الدعوة: ( ستقام وقفة احتجاجية للتنديد باحتلال الرقة وتدميرها وممارسات الميليشيات الانفصالية والقسدية ضد أهلنا فيها والمطالبة بخروجها، وتسليم الرقة لأهلها وعودة المهجرين والمغيبين جميعاً )، وبين أن يكون ما جرى في الواقع جلسة احتفالية، أريد لها أن تُشَرعن جسماً عسكرياً أرادته تركيا أن يكون فكان.
والأمر ليس جديداً، فمجالس العسكر ليست أحسن حالاً من المجالس المحلية المدنية، فمنذ خروج الرقة من حظيرة النظام، ومجالسها مرهونة أو مُرتهَنة لهذه أو تلك من الجهات الداعمة، وبعد ذلك ترك الجميع الرقة وحيدة تواجه مصيرها، ولم تتغيّر معاناتها بتغير ” المحررين ” أو المحتلين لها، لكن الملفت في هذه الوقفة/الجلسة أن يكون بعض اللجنة التحضيرية – المقامة لإنجاز مؤتمر للرقة برعاية الائتلاف والحكومة المؤقتة – التي بطل مفعولها، بل فاتها القطار، جنباً إلى جنب مع مجلس سعد شويش المحتضر، بينما غابت هيئات وفعاليات أخرى، وكل منها يدّعي تمثيله الرقة دون سواه، ويعمل في العلن حيناً وفي السرّ أحياناً لوضع الجميع تحت جناحه! تساؤل يتردد، أ تمتدّ “سلبطة” اللجنة التحضيرية على ما سيأتي من أمور، أم أنها استمرأت التسمية، وأخذت تستعدّ لدور جديد تحت كنف داعم جديد؟ يتضح ذلك من البيان الختامي للوقفة/الجلسة بدعوته، باسم أهالي الرقة، إلى عقد مؤتمر عام يناقش أوضاع الرقة والخروج بما هو مناسب لها في ظلّ الظروف الراهنة، وأن يكون المرجعية في شؤون الرقة.
لا جديد في مثل هذا الارتجال، ولا جديد في توقع إلامَ سينتهي، فتجارب مجالس الرقة في تركيا أرست مقولة قديمة تتجدد كل حين، التاريخ يعيد نفسه، وإن اختلفت شخصياته والمتنفذون.
ولن تخرج الرقة من دوّامة وضعها فيها بعض المرتزقة والمغامرين، ولن ينقذها من براثن المستثمرين والمتسلقين، غير تجرّد مَن يتنطعون للصدارة من حساباتهم الشخصية والعشائرية والمناطقية، وانطلاقهم للدعوة للعمل في أفق الرقة الوطني الرحب، بعيداً عن الارتجال والانفعال والإقصاء، بروح يسودها التعاون والمحبة، وعقلية ترتكز على الواقع وتعيد إنتاجه برؤية علمية متطورة.
اترك تعليقاً