هيئة التحرير
ليست المرّة الأولى التي يحدث فيها الصدام مباشرة بين ” لواء ثوار الرقة ” وبين ” قوات pyd “، ولن تكون الأخيرة. فما الاشتباكات المحدودة التي وقعت مساء البارحة إلا تعبير عن احتقان سابق مستمر، وفي كل مرة يتدخل الأمريكان لفك الاشتباك حيناً، وربما لوضع قواعد جديدة للاشتباك اللاحق حيناً آخر.
أما الجديدان في الحدث، فأولهما خروج من ينادي ( الرقة حرة حرة والبككي يطلع بره )، وهو مؤشر على وصول التوتر ذروته بين الطرفين اللذين أخذا بالتحشيد، وامتداد العمل العسكري ليطال الحاضنة الاجتماعية التي صمتت طويلاً، وتتوقع أنها ستلعب دوراً في التطورات اللاحقة، ربما بانتظار وصول الأمريكي حكم الساحة!
وثانيهما دعوة قائد لواء ثوار الرقة الأهالي للوقوف ضد الهجوم المرتقب، ولذلك دلالة -لا جدال فيها- حول إمكانية فتح جبهة قتال، قد يستمر طويلاً ويكلف كثيراً، وهو ما لا يرغبه الأمريكان الآن على الأقل.
بالتأكيد طال الصبر على ” قسد “، وصار لزاماً أخذ المبادرة مدنياً واجتماعياً وسياسياً للتنديد بممارساتها، وكشف زيف ادعاءاتها، فعلى الرغم من كل الكذب والخداع الذي تروج له إعلامياً، وعلى الرغم مما تثبته كل يوم أنها غير مؤهلة لإدارة المحافظة، فهي أداة لقوة احتلال، تعمل بعقلية العصابة المؤدلجة، فتقصي أهل البلد عن إدارة شؤون بلدهم، وتمنع أن يكون ذلك إلا بإرادتها، كي تثبت موقف مساومة عندما يحين انتهاء دورها.
إن ما يجري اليوم دليل على رفض الأهالي تفرد pyd في التحكم بمفاصل الرقة والتسلط على أهلها، بل هو تمرد على سلطة الأمر الواقع الذي لا يمكن أن يستمر، ولابد أن يبتعد عن الانفعال، ليشكل حالة تتطور ويكون لها تأثيرها، فتجبر pyd وقبلها الأمريكان على الوقوف أمام الرقم الصعب في معادلة الرقة، فلا استقرار للرقة دون مشاركة أساسية وفاعلة وحقيقية لأهلها في إدارة شؤونهم، وإعادة إعمار مدينة فاق الخيال دمارها، وعانى أبناؤها، ما يزيد على جميع السوريين، من تدمير وظلم النظام، وظلام وقهر داعش وتسلّط وعنصرية عناصر قنديل، وإلا سيرتفع الصوت أعلى ليسمع المتصارعون الهتاف: ( الرقة حرة حرة والمحتل أياً يكن يطلع بره ).
اترك تعليقاً