هيئة التحرير
مهما يكن واقع الرقة اليوم مرّاً فلا بدّ من مواجهته، والمباهاة بأن عيوننا تقاوم مخارزهم، لأننا
نعي ما يجري، ونستشرف ما يُحضّر لنا.
إن تدمير الرقة لم يأتِ عبثاً، والمحتلّون الجدد ” قسد ” هُيّئوا ليكونوا البديل، ولكنهم فشلوا؛ لأنهم أسقطوا الرقم الصعب في المعادلة، ألا وهو أهل الرقة! لقد أخطأ المحتلّ وداعموه في التقييم والتقويم، فكانت النتيجة لا كما يشتهون.
منذ البداية ارتسمت خيوط نهاياتهم، ومآلات دورهم، إذ فعلوا ” بدوّار النعيم ” ما فعل المحتلّ قبلهم، فاستعرضوا قواهم وقوّاتهم، ورفعوا صورهم وراياتهم، ونشروا أغنيهم ودبكاتهم، ونهبوا وعفّشوا واعتقلوا وسجنوا ولاحقوا وجنّدوا، ولم يحقّقوا مبتغاهم! فالرقة على الرغم من انفتاحها عصيّة، وعلى الرغم من مرونتها قوية، وعلى الرغم من طراوتها قاسية.
والكل يتراجع فيها، إلا أهلها! فأحلام ” قسد” تتردّى في الحضيض، من الفيدرالية والأمة الديمقراطية إلى الإدارة الذاتية إلى البحث عن اللامركزية على عتبات النظام. والتحالف الدولي من اندفاعه إلى إقامة الاستقرار وتزمين خطط الانتخابات وحَوْكَمة الإدارة، إلى التلويح بالانسحاب والدفع بقسد لمحاورة النظام حيناً، وحيناً يؤكد بقاءه وحماية صنيعته، ويترك لهم فتح الأقنية علناً مع أعدائهم الروس والإيرانيين، والتحشّد مع النظام ضغطاً على النفوذ التركي شمالاً!
ولذلك تجهد “قسد” للإفساد ونشر الفساد في كل مفاصل الحياة، ولتُشَرْعن وجودها في نسيج الرقة، فإنها تسعى إلى مركزة القرار في يدها، واختيار مَن ينفّذ سياستها، فتجعله واجهة لها، تتذرّى بها، وصورة مزيفة لواقع يرفضها، فتكون في المقايضات القادمة صوتاً مسموعاً، وحضوراً فاعلاً مُهاباً.
وهنا لا بدّ من تذكير بعض الواهمين والحالمين، بأن البندقية المأجورة لا تحمي بلداً، ولا يمكنها حتماً أن تبني بلداً.
اترك تعليقاً