Views: 65 الرقة وأدوار قسد – الرقة بوست-Raqqa Post

الرقة وأدوار قسد

هيئة التحرير

لا يعدو دور قسد منذ بدايات قيامها إلا أداة تفعيل ملفّات يُراد حرقها أو حرفها أو حربها أو تضليلها أو شيطنتها، وقد قامت بذلك على أتمّ وجه بإدارة النظام أولاً-ومازالت تتعاون معه بإرادة أمريكا-، ثم بإدارة أمريكا التي جعلت من قسد ظلّها على الأرض التي تريد، ولسانها في المنصة التي تشاء، ومبعوثها في المهمّة التي تختار.

ولعلّ دور الأساس الذي قامت به أولاً شقّ الصف الكردي الذي كان واحداً ومتّحداً مع الثورة؛ على أنها ثورة كل السوريين دون النظر إلى دين أو قومية أو طائفة، فكانت بداية عدوّاً للكُرد ممّن يخالفونها، وخصماً لدوداً للآخرين إن خالفوها، وفي الوقت عينه كانت خنجراً في ظهر الثورة بالتنسيق والتواطؤ مع النظام المموّل الأساس والمنشئ الأول؛ لتقوم بدورها في إجهاض الثورة.

لقد استطاعت قسد من خلال معارك عين العرب بمساندة أمريكا العسكرية المباشرة، وبدعم سياسي وإعلامي غربي قلّما كان أو يكون لمعركة غيرها، تحقيق هزيمة داعش، وكانت بذلك أداة عسكرية محلّية-هكذا سوّقت نفسها-لأول انتصار على تنظيم داعش، ولتُعتمد بعدها بندقية أساسية في حرب التحالف الدولي بقيادة أمريكا، وتتابع دورها في بسط سيطرتها على الشمال السوري كاملاً استعداداً لمعارك التحالف القادمة في الرقة والحسكة ودير الزور، أو ما اصطُلح عليه منطقة شمال شرق الفرات.

وتمكّنت بما أُغدق عليها من عدّة وعتاد أن تطارد فلول داعش وتعمل على حصار الرقة، وتساهم مع مستشاري ومقاتلي وطيران وصواريخ ومدفعية التحالف الدولي ما استطاعت في إبادتها وتدمير بنيتها التحتية، وجعلها أكواماً من الأنقاض خاوية على عروشها، لتكون عبرة وعظة لغيرها من المدن. ثم انتقلت لاستكمال دورها بعد عدّة محاولات، فتقضي على ما تبقّى من رموز الثورة في الرقة، فأنهت “لواء ثوار الرقة”، وبذلك أتمّت وظيفتها في تمهيد الأرض لمقايضات إقليمية ودولية قادمة.

ولم يقف دور قسد عند حدود التدمير والتهجير والقتل، بل تعدّاه ليكون أداة تنفيذ الإرادة الدولية في خلق واقع جديد، فلعبت على الوتر العشائري، وإثارة النعرات القبلية، وكان لها شرف موازاة النظام في سلوكه تجاه محكوميه، وكانت لعبة المجالس المحلية التي شكّلتها وفق رؤيتها العرجاء، تحقيقاً لهدفها في إقامة فيدرالية أو حكم ذاتي يقوم على إيديولوجيا الحزب الواحد.

لكن مسايرة الأمريكان لهم، فيما يبدو، قد انتهت بإعلان أمريكا خطوط سياستها الجديدة في الاستقرار في المنطقة، ومتابعة حرب داعش، ووقف التمدّد الإيراني في الشرق السوري، كل ذلك جعل إدارة قسد للمناطق التي احتلّتها تحت المجهر، وليظهر يوماً بعد آخر مدى فشلها، فقد أثبتت أنها أداة وظيفية في حرب الآخرين، وقد أنجزت وستنجز ما يُطلب منها، ولو شاركت بعناصرها في حرب مع طرفين متناقضين، وأداة وظيفية في إدارة الخراب واستغلال مردوده، وهو الدور الأساس لها، فمادامت غريبة عن الأرض وأناسها، فلن يهمّها سوى استمرار الخراب، للدخول في مقايضات وابتزازات ربما تحقّق بعضاً من وهمها. فخراب البنية التحتية مازال مستمرّاً بعد عام، وفساد الاقتصاد ونهب موارد النفط والغاز، واعتماده التهريب كأحد أشكال اقتصاد الحرب، والمناحرة بين المستفيدين من التجار والسماسرة-وكلّهم يتبعون النظام-، وتفشّي الرِّشى والمحسوبيات، واستغلال حاجة الناس، والتلكّؤ في إنجاز ما تحتاجه العودة والاستقرار، والتباطؤ في إزالة الأنقاض وألغام الموت، والأدهى والأمرّ تخريب قطاعي الصحة والتعليم، وهو الدور المؤسّس لاستمرار الخراب، كي يكون لقسد دور وظيفي تقوم به في قادم الأيام.


Posted

in

by

Tags:

Comments

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Translate »
best microsoft windows 10 home license key key windows 10 professional key windows 11 key windows 10 activate windows 10 windows 10 pro product key AI trading Best automated trading strategies Algorithmic Trading Protocol change crypto crypto swap exchange crypto mcafee anti-virus norton antivirus Nest Camera Best Wireless Home Security Systems norton antivirus Cloud file storage Online data storage