الأحد. سبتمبر 14th, 2025
قاذفة روسية

الرقة بوست – خاص

الثلاثاء 16 آب ومن قاعدة جوية إيرانية بالقرب من مدينة همدان أقلعت مجموعة من الطائرات القاذفة الإستراتيجية الروسية من طراز توبوليف – 22 ….(.ту — 22 м 3) وطائرات مقاتلة قاذفة من طراز سوخوي су-34 ، وقامت بقصف عدة مواقع تابعة للإرهابيين في كل من حلب ودير الزور وإدلب .
الطائرات المذكورة وبعد تنفيذ مهامها عادت إلى القاعدة التي إنطلقت منها في مدينة همدان الإيرانية .
ان الحاجة للأراضي الإيرانية في العمليات العسكرية الروسية ضد الإرهاب في سوريا لم تكن وليدة اللحظة د وإنما نشأت الحاجة لذلك مع بداية عام 2015 عندما بدأت بوادر تدخلنا في الأزمة السورية وقرار القيادة الروسية بتأمين الغطاء الجوي لعمليات الحكومة السورية ضد الإرهابيين ، ولهذا الغرض كان لزاما” علينا لتحقيق ذلك عبور أجواء بحر قزوين ومن ثم إيران والعراق للوصول بعد ذلك الى أهدافها في سوريا ، وهذا ينطبق أيضا” على خط مسار الصواريخ المجنحة الروسية التي كانت تطلق من البوارج البحرية في بحر قزوين أو الطائرات حاملة الصواريخ من طراز
Ту – 160 و Ту – 95 мс
وكذلك الطائرات القاذفة الإستراتيجية من طراز Tу – 22м و Cу – 34 .
قاعدة حميميم السورية مهمة جدا” في العمليات العسكرية الروسية ، أولا” لأنها قريبة من مسرح العمليات وثانيا” قريبة من ميناء طرطوس البحري الذي استعمل وبشكل دائم في تفريغ الشحنات العسكرية الروسية لصالح الحكومة السورية
مدينة همدان الإيرانية أصبحت ومنذ بداية العام 2015 أحد المراكز العسكرية الهامة التي إستحوزت على أهتمام القيادة العسكرية الروسية وبدء” من خريف عام 2015 تم استخدام القاعدة المذكورة كمحطة مهمة في العمليات العسكرية .
قاعدة همدان الجوية الإيرانية من حيث الأهمية تعتبر الثالثة على مستوى سلاح الجو الإيراني وتحتوي على بنية تحتية فنية متطورة مقارنة مع قاعدة حميميم السورية وبهذا الصدد يمكن الإشارة الى ان قاعدة همدان تلك تملك مهبطين إثنين طول الأول 3936 م والثاني 4360 م ( في حميميم مهبط واحد بطول 2800 م ) وهي مصممة بشكل جيد يراعى فيها تقديم الخدمات الفنية الجوية للطائرات بأريحية فنية ممتازة وهذا يشمل تموضع مستودعات الأسلحة وقطع الغيار والحالة الفنية للهنغارات التي تتوفر فيها كل الإحتياجات اللازمة لمبيت وصيانة هذه الطائرات .
الميزات الفنية المذكورة تساعد وبشكل كبير في زيادة الفاعلية العملياتية للطائرات فمثلا” كانت طائراتنا سابقا” تطير لمسافة 2500 كم للوصول الى أهدافها وتستطيع حمولة قنابل لايزيد وزنها عن 6 طن ولاتستطيع استهداف أكثر من هدفين في كل طلعة جوية ، أما استخدام قاعدة همدان الإيرانية والتي تبعد كخط نظر عن المناطق الغربية السورية حوالي 1000 كم وبالتالي بإمكان هذه الطائرات أن تزيد من حمولتها من 6 طن الى 20 طن من القنابل وأن تستهدف عدة مواقع في كل طلعة جوية .
طبعا” هذا لايعني على الإطلاق ووفق القيادة العسكرية الروسية التقليل من أهمية قاعدة حميميم السورية ، فهناك توجه لدى القيادة السياسية والعسكرية الروسية لجعل قاعدة حميميم قاعدة عسكرية دائمة لسلاح الجو الروسي في المنطقة وهذا يفرض علينا تحديث البنية الفنية التحتية للقاعدة وهذا يشمل بناء هنغارات جديدة وحديثة وبناء ثكنات ومطاعم ومستشفيات وكذلك تطوير قواعد اطلاق صواريخ بانتسير التي توفر الحماية اللازمة للقاعدة .
من الناحية السياسية تعتقد القيادة الروسية بأن حجم اللاءات السياسية الدولية الآن هي أضعف بكثير عما كانت عليها في عام 2015 .
فتركيا التي كانت آنذاك من الدول الأكثر إحتجاجا” على الوجود العسكري الروسي في المنطقة ، اليوم تركيا وبعد حادثة اسقاط الطائرة العسكرية الروسية من قبل الطيران التركي في تشرين أول عام 2015 والتي كانت من الممكن ان تكون سببا” في مواجهة عسكرية بين البلدين ، وكذلك المحاولة الإنقلابية الفاشلة في تموز الماضي جعلا من أنقره التفكير جديا” بطبيعة علاقاتها مع حلفاءها في حلف NATO وكذلك مع روسيا . اليوم تركيا لن تكون في صفوف الدول التي ستقف ضد تزايد الوجود الروسي في المنطقة .

المصدر : وكالة LENTA .RU الروسية

By

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *