تسلّمت واشنطن من فصائل في المعارضة السورية، من بينها حركة “أحرار الشام الإسلامية”، خطاباً تبلغها فيه قبول فكرة الهدنة والتأكيد على أنها “ستتعاون بشكل إيجابي” معها، لكنها أبدت تحفظات على بعض تفاصيل الاتفاق الروسي-الأميركي.
وقالت رسالة المعارضة إن “الفصائل الثورية المسلحة تؤكد من جديد موقفها الثابت بالتعامل بإيجابية مع فكرة الهدنة”، لكن في الوقت نفسه أبدت المعارضة قلقها من بعض بنود الاتفاق التي “ترتبط ببقائنا واستمرارنا كثورة”.
وأبرز ما تتخوف منه المعارضة هو تغييب الاتفاق لضمانات وآليات وقف إطلاق النار، أو العقوبات التي ستلقاها الأطراف التي ستخلّ بالاتفاق، وشددت الرسالة على أن غياب مثل تلك النقاط عن نص الاتفاق سمحت لقوات النظام بخرق اتفاقات سابقة.
وأضافت الرسالة “كما تعلمون فإن هذه الفترة الزمنية (الهدنة) ستعطي الطيران الحربي للنظام الفرصة الكافية لإحداث أضرار جسيمة في المناطق المدنية وضد قواتنا العسكرية”، إذ يتجاهل نص الاتفاق الذي تسلمته المعارضة، الأحد، الإشارة بشكل واضح إلى منع طيران النظام عن التحليق خلال فترة الهدنة، التي وردت مدتها بحسب الوثائق التي تسلمتها المعارضة 9 أيام.
وانتقدت رسالة المعارضة استبعاد “جبهة فتح الشام” (جبهة النصرة سابقاً) من الاتفاق، وأشارت إلى أن هذا الموقف ليس دعماً لـ”فتح الشام” بقدر ما هو إشارة إلى ازدواجية المعايير التي أحاطت بالاتفاق، حيث كان يجب، بحسب الرسالة، استبعاد المليشيات التي تدعمها إيران من الاتفاق أيضاً، لتعزيز فرص نجاحه وعدم السماح لموسكو باستغلال استبعاد “فتح الشام” لتوجيه ضربات إلى جماعات معارضة أخرى.
وساقت الرسالة مقارنات بين نشاط “جبهة فتح الشام” الذي انحصر في سوريا، ونشاط الجماعات الشيعية التي ساندت النظام وجاءت من لبنان والعراق وإيران وأفغانستان ودول أخرى، معتبرة أنه من غير المقبول عدم استبعاد تلك الجماعات من الاتفاق وهم يقومون بأنشطة خارج حدود بلادهم بما يعد انتهاكاً للأعراف والقوانين الدولية.
وتشير ملاحظات المعارضة إلى المناطق المحاصرة، حيث يتجاهل الاتفاق أي إشارة إليها، لا لناحية ذكرها أو حتى المسؤولين عن حصارها، كما غيّب الاتفاق مسألة التهجير والتغيير الديموغرافي الذي تقوم به حكومة الرئيس السوري بشار الأسد، وذكرت داريا كمثال قريب على هذا الأمر. وشددت الرسالة “على ضرورة إدخال المساعدات إلى جميع المناطق المحاصرة من دون استثناء”.
يشار إلى حركة “أحرار الشام” كانت قد أعلنت على لسان المتحدث العسكري باسمها أبويوسف المهاجر، رفضها لاتفاق الهدنة، إلا أن المتحدث السياسي باسمها قال إن تصريحات المهاجر كانت “منفردة” ولا تعبر عن موقف الحركة، التي تدرس الاتفاق مع فصائل المعارضة السورية.
وفي وقت لاحق، ليل الأحد، هاجم نائب الحركة علي العمر، الاتفاق الروسي-الأميركي، وقال إن اتفاق وقف إطلاق النار، الذي سيبدأ مع غروب شمس يوم الاثنين، لا يحقق أدنى أهداف الشعب السوري، وهو بمثابة “ضياع لكل تضحياته ومكتسباته”.
المدن